الكاتب الناجح
ليس عيبا ان تكتب ولكن العيب ان تكتب وانت لا تدري ما تكتب ؟
فانا هنا لست عابثا ولا متجهما على احد ، ولكن يحز في نفسي شيء واحد ، هو عدم وصولنا الى درجة الرقي
ونحن في الالفية الثالثة والتي اصبح فيها العالم يترفع عن كل شيء ابلاه الزمن .
سأطرق في مقالي المتواضع هذا جانبا حساسا في حياة مجتمعنا الا وهو ضعف الكتابة عندنا ، وعدم تأثيرها في المجتمع الذي نعيش فيه والذي أصبح مسيسا أكثر منه مثقفا .
فبعض الكتاب غفر الله لهم يكتبون حيث لا يدرون ما يكتبون ويدقون الأبواب بعناوين خاطئة وليست لهم القدرة على إيصال أفكارهم للمجتمع حتى ولو تطلب ذلك ابسط الوسائل ، بل إنهم يغسلونها حتى تصبح بلا طعم ولا رائحة وبالتالي تصبح مملة وخانقة أحيانا ، ومن ضعف هؤلاء الكتاب انك تراهم دوما يراوحون أماكنهم ولا يأتون بجديد يذكر ، بل إن كتاباتهم عبارة عن رياح عاتية يكثر فيها غبار ضره أكثر من نفعه .
فنحن ككيان لا نحتاج إلى من يعلمنا حرية كذا أو استعمار كذا بجرة قلم مرتجلة ولا نحتاج لمن يعلمنا طقوس غريبة عنا بل هي طقوس بثوب تقليدي اعمي لما يسمى بالتحضر ومواكبة الحداثة وجديد السوبر ماركت العالمية فهذه المواد التي أسهب في الحديث عنها بعض كتابنا ونمقوا لها بوسائل براقة هي التي خدعت العالم وجعلته يتراجع خطوات إلى الخلف بما أسهمت فيه من انحطاط القيم والدرس على كرامة المجتمعات المحافظة التي كانت تعتز وتفتخر بأمجادها ومفاخر عظمائها ، فكيف بالذي يسمي نفسه كاتبا أو يدلوا بدلوه في الكتابة إن تسول له نفسه رشق مجتمعه بالحجارة ، إن ينصب نفسه معلم الأمة النصوح باسم الحرية لعمري لهذا هو الباطل بعينه ، أم انه أصبح ينطبق على بعض هؤلاء الكتاب ولا أقول كلهم المثل الشعبي القائل :" جهد أنباح الكلب ألا عن راسو".
أيها الكتاب الناصحون المخلصون الناضجون ، إن الأمة ترى فيكم الغد المشرق وصمام آمان للنهوض بالمجتمع نحو بر الأمان ، فالمرجوا منكم ألا تقوصوا في وحل الترهات لألننا باختصار في غنى عنها خاصة أننا لإنزال في صراع مستمر مع عدو لايعرف الرحمة ولا الشفقة لذا وجب عليكم أن توجهوا أقلامكم نحوه كما وجه آباؤكم بنادقهم صوبه ، فشروط الكاتب الناجح الصدق والأمانة والواقعية والإخلاص
إذن فمن الافضل للكاتب ان يصب تفكيره في كيفية نموذجية تخدم المجتمع اكثر من خدمة غيره وهذا في تصوري هو الكاتب الناجح الذي يفهم معانات مجتمعه والذي غالبا ما يسهم في تخطي عقبات كثيرة قد تعصف بالمجتمع وتحوله الى اشياء اخرى قد تساعد في انحرافه ، فالاشباع الثقافي والحضاري والمعرفي هي ابواب مغلقة عندنا ومظلمة والسؤال المطروح لماذا لايدق كتابنا هذه الابواب التي ظلت مغلقة تحتاج الى فتح وإثراء النقاش حولها خاصة وان الامر ليس ببالغ الصعوبة كما يتصور البعض .
خاصة ولله الحمد مجتمع كثر فيه الخريجون لكن طبيعة المجتمع مازالت تشوبه الامية وهذا يتطلب جهدا جهيدا لمحاكاة ما نحن بصدده في الكتابة اعني : "الكتابة الهادفة التي توصله الى الوعي وتكون اداة تثقيفية "
ويحضرني في هذا المقال موقف مخجل مر بي حين راءيت عجز شابان في مقتبل العمر عن قراءة عدد من مجلة الصحراء الحرة وقع بيديهما ، فما كان منهما إلا ان قال احدهما للاخر ضعه لننظف به الزجاج او لاشعال النار ..
فهذا يدل على ان الجهل مستشري حتى في الاوساط الشابة التي اتيحت لها فرص الدراسة بالداخل والخارج ، ويدل ايضا على تعثر وصول الكتابة الراقية والنموذجية الى مجتمعنا بشكل سليم والذي هو في امس الحاجة اليها لبلوغ مآربه
وفي الأخير فالكاتب الناجح هو من يسخر قدراته الفكرية والمعرفية في خدمة مجتمعه وأهداف أمته ، وذلك لان المجتمع الذي لا يقراء ولايكتب ماله الاندثار في زمننا هذا الذي باتت تحكمه عوامل العولمة ولا يعترف بمجتمعات لم تحدد بعد معالم واضحة ترسم كيانها الثقافي وانتماءها الحضاري والفكري
بقلم : الصالح محمد لحبيب
ليس عيبا ان تكتب ولكن العيب ان تكتب وانت لا تدري ما تكتب ؟
فانا هنا لست عابثا ولا متجهما على احد ، ولكن يحز في نفسي شيء واحد ، هو عدم وصولنا الى درجة الرقي
ونحن في الالفية الثالثة والتي اصبح فيها العالم يترفع عن كل شيء ابلاه الزمن .
سأطرق في مقالي المتواضع هذا جانبا حساسا في حياة مجتمعنا الا وهو ضعف الكتابة عندنا ، وعدم تأثيرها في المجتمع الذي نعيش فيه والذي أصبح مسيسا أكثر منه مثقفا .
فبعض الكتاب غفر الله لهم يكتبون حيث لا يدرون ما يكتبون ويدقون الأبواب بعناوين خاطئة وليست لهم القدرة على إيصال أفكارهم للمجتمع حتى ولو تطلب ذلك ابسط الوسائل ، بل إنهم يغسلونها حتى تصبح بلا طعم ولا رائحة وبالتالي تصبح مملة وخانقة أحيانا ، ومن ضعف هؤلاء الكتاب انك تراهم دوما يراوحون أماكنهم ولا يأتون بجديد يذكر ، بل إن كتاباتهم عبارة عن رياح عاتية يكثر فيها غبار ضره أكثر من نفعه .
فنحن ككيان لا نحتاج إلى من يعلمنا حرية كذا أو استعمار كذا بجرة قلم مرتجلة ولا نحتاج لمن يعلمنا طقوس غريبة عنا بل هي طقوس بثوب تقليدي اعمي لما يسمى بالتحضر ومواكبة الحداثة وجديد السوبر ماركت العالمية فهذه المواد التي أسهب في الحديث عنها بعض كتابنا ونمقوا لها بوسائل براقة هي التي خدعت العالم وجعلته يتراجع خطوات إلى الخلف بما أسهمت فيه من انحطاط القيم والدرس على كرامة المجتمعات المحافظة التي كانت تعتز وتفتخر بأمجادها ومفاخر عظمائها ، فكيف بالذي يسمي نفسه كاتبا أو يدلوا بدلوه في الكتابة إن تسول له نفسه رشق مجتمعه بالحجارة ، إن ينصب نفسه معلم الأمة النصوح باسم الحرية لعمري لهذا هو الباطل بعينه ، أم انه أصبح ينطبق على بعض هؤلاء الكتاب ولا أقول كلهم المثل الشعبي القائل :" جهد أنباح الكلب ألا عن راسو".
أيها الكتاب الناصحون المخلصون الناضجون ، إن الأمة ترى فيكم الغد المشرق وصمام آمان للنهوض بالمجتمع نحو بر الأمان ، فالمرجوا منكم ألا تقوصوا في وحل الترهات لألننا باختصار في غنى عنها خاصة أننا لإنزال في صراع مستمر مع عدو لايعرف الرحمة ولا الشفقة لذا وجب عليكم أن توجهوا أقلامكم نحوه كما وجه آباؤكم بنادقهم صوبه ، فشروط الكاتب الناجح الصدق والأمانة والواقعية والإخلاص
إذن فمن الافضل للكاتب ان يصب تفكيره في كيفية نموذجية تخدم المجتمع اكثر من خدمة غيره وهذا في تصوري هو الكاتب الناجح الذي يفهم معانات مجتمعه والذي غالبا ما يسهم في تخطي عقبات كثيرة قد تعصف بالمجتمع وتحوله الى اشياء اخرى قد تساعد في انحرافه ، فالاشباع الثقافي والحضاري والمعرفي هي ابواب مغلقة عندنا ومظلمة والسؤال المطروح لماذا لايدق كتابنا هذه الابواب التي ظلت مغلقة تحتاج الى فتح وإثراء النقاش حولها خاصة وان الامر ليس ببالغ الصعوبة كما يتصور البعض .
خاصة ولله الحمد مجتمع كثر فيه الخريجون لكن طبيعة المجتمع مازالت تشوبه الامية وهذا يتطلب جهدا جهيدا لمحاكاة ما نحن بصدده في الكتابة اعني : "الكتابة الهادفة التي توصله الى الوعي وتكون اداة تثقيفية "
ويحضرني في هذا المقال موقف مخجل مر بي حين راءيت عجز شابان في مقتبل العمر عن قراءة عدد من مجلة الصحراء الحرة وقع بيديهما ، فما كان منهما إلا ان قال احدهما للاخر ضعه لننظف به الزجاج او لاشعال النار ..
فهذا يدل على ان الجهل مستشري حتى في الاوساط الشابة التي اتيحت لها فرص الدراسة بالداخل والخارج ، ويدل ايضا على تعثر وصول الكتابة الراقية والنموذجية الى مجتمعنا بشكل سليم والذي هو في امس الحاجة اليها لبلوغ مآربه
وفي الأخير فالكاتب الناجح هو من يسخر قدراته الفكرية والمعرفية في خدمة مجتمعه وأهداف أمته ، وذلك لان المجتمع الذي لا يقراء ولايكتب ماله الاندثار في زمننا هذا الذي باتت تحكمه عوامل العولمة ولا يعترف بمجتمعات لم تحدد بعد معالم واضحة ترسم كيانها الثقافي وانتماءها الحضاري والفكري
بقلم : الصالح محمد لحبيب