منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر للحوار الهادف والبناء وتبادل للمعارف والافكار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر للحوار الهادف والبناء وتبادل للمعارف والافكار

منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر كل الصحراويين الاشراف االعام: حمه المهدي البهالي


    واقع التعليم تحت الاحتلال بقلم : البشير با الحيسن

    hamma
    hamma
    Admin


    المساهمات : 169
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009

    واقع التعليم تحت الاحتلال  بقلم : البشير با الحيسن Empty واقع التعليم تحت الاحتلال بقلم : البشير با الحيسن

    مُساهمة  hamma الأحد أكتوبر 24, 2010 10:01 am

    إن الهدف الذي تسعى إليه كل المجتمعات، هو أن تكون المؤسسات التعليمية فعالة وفاعلة، وان تكون ايجابية وذلك بالسعي لتغيير الواقع والسير به نحو آفاق رحبة مفعمة بالتنمية والنهضة الحقيقية ولن يتم هذا الهدف الايجابي إلا إذا كان هناك تفعيل حقيقي وتنشيط لحياة تعليمية متكاملة.
    إلا أن الوضع الاستثنائي الذي يعيشه شعبنا العربي الإفريقي في الساقية الحمراء ووادي الذهب الناتج عن احتلال المغرب لأجزاء كبيرة من ترابنا الوطني ، جعل كل شيء على غير ما يرام ولعل ابرز تجليات هذا الوضع، واقع التعليم في المدن المحتلة من الصحراء الغربية . فماهي ملامح هذا الأخير؟ .
    يعرف التعليم أزمة خانقة بسبب السياسات التعليمية المرتجلة والمتعاقبة،،،وإزاء هذه الوضعية الشاذة يبقى التلميذ الصحراوي هو الضحية الأولى و الأخيرة لكونه لم يعد يرى في التعليم سوى فضاء لتفريخ آلاف المعطلين مما يدفعه إلى التساؤل ومعه العائلات بإصرار عن مصيره في التعليم.

    ودون إطالة سنحاول الوقوف على هذه الوضعية من خلال مقاربة واقعية ، نتناولها في ثلاث نقط:
    1. وضعية المؤسسات التعليمية:
    إن جولة بسيطة داخل احدى المؤسسات التعليمية في المدن المحتلة تجعلك تقف على وضع كارثي لهذه الأخيرة، فالحجر الدراسية مهددة بالسقوط في اغلبها والجدران أصابها التصدع الشيء الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على حياة التلاميذ وذلك بسبب انتشار الغش في البناء وغياب المراقبة الصارمة، كنتيجة حتمية لتفشي الفساد والرشوة داخل الإدارة المغربية ،كما أن أدوات التدريس المستعملة قديمة جدا، فالطاولات متلفة والسبورات لم تعد صالحة حتى للكتابة وتفتقد المؤسسات التعليمية إلى المرافق و التجهيزات التي تساهم في توفير ظروف تسمح للتلاميذ بالمشاركة و العمل ولعل أبرزها الأجهزة الالكترونية التي أصبحت ضرورة ملحة داخل كل دار تعليم وتفتقر الثانويات و الاعداديات للمختبرات العلمية والتي هي الأخرى ضرورية للمواد العلمية، ناهيكم عن انعدام النظافة وسوء تدبير الموارد المالية .
    كما أن الأطر المسيرة تفتقر إلى الخبرة و التكوين العلمي، فأغلبها متطفل على مهنة التسيير الإداري وبالتالي يسير بطريقة ارتجالية وعفوية كلها أخطاء.
    إذا كان هذا هو حال الفضاء ومسيره فما هو يا ترى حالة النظام التربوي؟.
    2. النظام التربوي قديم وغير منتج:
    لقد أصبح واقع التعليم هنا في المناطق المحتلة عبارة عن مؤسسة تقوم بإنتاج وإعادة إنتاج وتكريس نوع من الفراغ في ظل الشروط العامة التي يفرضها المحتلون المغاربة و الهادفة الى زرع نوع من التييس و الإحباط لدى التلاميذ الصحراويين لعدم ارتباط التعليم بالتنمية الفعلية للوطن الصحراوي الرازح تحت الاحتلال ، فالأعداء ينفقون خيرات البلاد الصحراوية على تمتين ركائز ما يسمى العرش الملكي لدرجة أن حليفتهم الرئيسية فرنسا أصبحت تربط وجوده باستمرار احتلاله للصحراء الغربية.
    أن المنهاج التربوي يقتل الرغبة في التعليم نظرا لتدهوره واعتماده على مناهج تقليدية محددة وجامدة تقتل روح البحث و الاستقصاء و الإبداع ويعتمد كذلك على نظام الامتحانات الذي لم يخضع لأي إصلاح منذ إنشائه والذي أثبت قصوره بسبب
    التغاضي عن انتشار ظاهرة الغش ،هذه الظاهرة التي يدعمها المحتل بكل السبل حيث أن تواطأ الإدارة التعليمية بادي للعيان، فالمدرس المغربي الذي من المفروض إن يكون أول المحاربين للظاهرة نجده لا يتردد في دعمها ومساندتها وهذه نتيجة طبيعية لكون اغلب الأطر التي تأتي إلى المنطقة هي اطر ناقصة المستوى و كل من خالف القوانين التعليمية داخل المملكة المغربية يتم إرساله إلى المدن المحتلة( خاصة في السنوات الأولى للغزو)، كشكل من أشكال العقاب المتخذة ضده وبالتالي يكون همه الوحيد هو الحصول على الراتب الشهري وزيادته ما أمكن من مردود الساعات الإضافية التي تعتبر مستنزف واقعي لجيوب الصحراويين الراغبين في تعليم أبنائهم ، فلا أخلاق مهنية تحكم هولاء المدرسون ولا ضمير إنساني يوجههم و يفتقر الأستاذ الى الطريقة العلمية في إلقاء الدروس و بالمقابل سيادة العفوية و الارتجالية وبهذا يفقد صفات القدوة الحسنة و الدور القيادة في المسار الصحيح ،كأن يدرس أستاذ مادة لا علاقة له بها و هذا كثيرا ما يقع داخل المؤسسات التعليمية هنا في المناطق المحتلة من وطننا الحبيب.
    وتزكي المناهج المعتمدة الفكر المادي على التربوي و التعليمي ومن كل ما سبق نستشف أن المناهج العلمية لا ترقى إلى الحد الأدنى من ما هو مطلوب و في الغالب لا يتم حتى إكمال المقررات الدراسية بسبب الإضرابات المتكررة و الطويلة للأساتذة التى لا تراعي مصلحة التلميذ لدرجة تكرر السنوات شبه البيضاء – الموسم الدراسي 2009\2010-.
    3. القمع محور الحياة التعليمية
    تعمل القوانين المسير للمؤسسات الاحتلال على تكريس العلاقات السلطوية حيث تتخذ من العقوبات التأديبية محو لها و التي قد تصل حد الطرد دون مراعاة للجوانب الأخرى ولعواقب هذه الأخيرة على مستقبل التلميذ، فمن السهل عليهم اتخاذ هذا الإجراء التأديبي في حق التلاميذ خاصة إذا كانوا من أولئك التلاميذ الذين تشتم فيهم رائحة تحمل المسؤولية والنضال من أجل إحقاق حقوق شعبهم المقهور الذي يعاني ويلات الاحتلال ولعل حالة التلميذتين الصحراويتين حياة الركيبي و النكية الحواصي خير دليل على ذلك.
    ومع انتشار الوعى داخل التلاميذ وصول مد انتفاضة الاستقلال المباركة الى أعتاب المدارس داخل الوطن الصحراوي المغتصب ،شكلت هذه الأخيرة منطلقا للوقفات السلمية و المسيرات الحاشدة مما دفع المحتلون إلى وضع المدارس تحت المراقبة الكاملة لأجهزة المخابرات المغربية وذلك من اجل الحد من تحركات الحركة التلاميذية ومحاولة قوقعة مناضليها وحصرهم في الزاوية، فاستحدثت مكاتب خاصة لرجال القمع داخل المؤسسات التعليمية في انتهاك صارخ للحرم المدرسي، بالإضافة إلى التواجد المستمر لعناصر القمع في الأبواب الرئيسية وفرق جاهزة للتدخل من أجل قمع أي احتجاج تلاميذي قد يخرج في أي لحظة للتضامن مع معتقل او لتنديد بتدخل وحشي وقد حصدت القوات الهمجية مئات التلاميذ الضحايا ، هذا بالإضافة إلى القمعي الشديد الممارس من طرف الهيئات المسيرة للمؤسسة التعليمية فلا مجال للمناقشة وإبداء الرأي.
    وإذا كانت هذه المحاولة البسيطة في رصد واقع التعليم في المدن المحتلة تحمل جزء كبيرة من المسؤولية للدولة المغربية إلا أن الأسرة الصحراوية وعوض أن تتصدى لهذه السياسات نجدها تساهم في تكريسها من خلال مجموعة من الممارسات والناتجة عن تفكير دوني وغياب تام للوعي؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:17 am