نداء الثورة علي سالم التامك
ابنة المعتقل السياسي الصحراوي علي سالم التامك
لن أتعب يا أبي،
لن أتعب من ترديد "أطلقوا سراح أبي... أطلقوا سراح رفاق أبي "
أبي الذي أحبه، رباني عنيدة وسماني "الثورة"، لتكون الثورة أول كلمة اسمعها وألبي، أرادني للثورة بذرة تنمو وتكبر وتصمد لتنتصر، اسمي لا يعني شيئا من غير شعبي، فشعبي الثورة والثورة شعبي، وكلاهما تعلق بالآخر فمنحا بعضهما الحب والحنان والأمن والسلام، الثورة ليست دما ونارا وفقط، إنها الحياة أيضا.
أبي أنت لي رمز، يمدني بنشوة الانتماء لشعبي، ويغذيني بإحساس الفخر والاعتزاز به كما بك،
لذلك أصدح، اللحظة واليوم وغدا وأبدا بصوتي وبمشاعري، ألا هبوا يا أحرار العالم لنجدة شرفـاء من طينتكم.. وأسماء من فصيلتكم، ثوار مثلكم، مناضلين آثروا المبدأ وركوب الخطر، هجروا راحتهم وودعوا سعادتهم فسخروا أغلى ما يملكون في سبيل أن تخلد قضية شعب اسمه الشعب الصحراوي في سجل ثورات هذا العالم الفسيح، الثورات لا تموت لأنها من صنع الشعوب، والشعوب لا تنسى وذاكرتها تحفظ للشرفاء من أبنائها حكايات وأساطير، عناوين تخلد بها أسماءهم. فعلى نهج الشهيد الولي سارت قوافل وتسير اليوم جموع وغدا يستمر المسير. فلا تخجل يا أبي ولا تتردد يوما، فمذ عقدت العزم ما خلتك إلا مناضلا جسورا، صلبا مقداما، أنت الكبير في مقلتي الصغيرتين، لا تهادن، لا تمل، لا تتعب ولا تيأس وإياك أن تسقط أو تهوي رغم المرض،
رغم الوهن ورغم الموت حتى...
لا تمت إلا واقفا يا أبي.. لأنك ما خلقت إلا لتموت كذلك، وهبتني الاسم ووهبتني الدرب، فاطمئن يا أبي، لأن سادية الجلادين وجبروتهم وإن حرمتني قسرا معاشرة أترابي، ومؤانسة الجد والجدة والتملي بنسيم وطني، لم تزدني إلا إصرارا على التمسك بالدرب الذي اخترته لنا، فأهلا بالمصير الذي ينتظرنا وليحيا شعبنا.
احبك يا أبي ليس كما يحب الأطفال آباءهم بل لأنني لا أحيا إلا بك، فعند سماعي نبأ اعتقالك وتقديمك ورفاقك أمام قضاة العسكر، اضطربت بل ارتبكت ونالت مني أحاسيس البشر وشعرت بالخوف والضجر وانزويت وحيدة أذرف من العبرات ما يكفي أو بالكاد لأخفف كربتي، من عزلتي ومن غربتي، فنحن كلانا يا أبي بلا وطن أنا في المهجر غريبة أوطان وأنت في سجن الاحتلال غريب أفكار وغريب مزاج، لكنك لم تستسلم ونلت من أفكارك ومن مزاجك واخترت الإضراب المفتوح، أما أنا فتكاد غياهب الخيال الجارفة تهدني واتيه إلى غير رجعة.
أنا متماسكة يا أبي، يشدني حب الحياة إليك ويكبر في الشوق إليك كل لحظة، فما أتعس أن تتحول مشاعر الكبار إلى الصغار وننتحل الصفة ونشعر نحن الصغار بالخوف عليهم. فهل أخاف عليك يا أبي حقا، وإن لم افعل الآن فمتى؟ أنت ورفاقك على مشارف الشهر بأيامه ولياليه ترابطون على خطوط الموت في معارك الإضراب المتواصل عن الطعام.
لا لا، إنني خائفة وأتوجس من المفاجآت غير السارة، سأبكي لأجلك يا أبي ليرى الكبار دموعي وأعدك أنها لن تجف حتى أراك ورفاقك أحرارا، حتى تعيدوا إلينا بسمة افتقدناها نحن الصغار أبناء الرفاق، بسمتنا صارت أمنية تضيع ألف مرة في اللحظة الواحدة من لحظات يوميات إضرابكم المفتوح،
لن أتعب يا أبي وسأستمر في الصراخ "أطلقوا سراح أبي... أطلقوا سراح جميع رفاق أبي"
وغادروا ولا تعودوا، يا من سودتم أيامنا، يتمتم وشردتم واختطفتم وسجنتم، ألا تكفيكم كل تلك الجرائم
ارحلوا ولا تعودوا، ارحلوا لتعود البسمة ليعود أبي ويعود المختفي ويعود المعتقل ويعود اللاجئ ...
الثورة علي سالم التامك
ابنة المعتقل السياسي الصحراوي علي سالم التامك
14 ابريل 2010
ابنة المعتقل السياسي الصحراوي علي سالم التامك
لن أتعب يا أبي،
لن أتعب من ترديد "أطلقوا سراح أبي... أطلقوا سراح رفاق أبي "
أبي الذي أحبه، رباني عنيدة وسماني "الثورة"، لتكون الثورة أول كلمة اسمعها وألبي، أرادني للثورة بذرة تنمو وتكبر وتصمد لتنتصر، اسمي لا يعني شيئا من غير شعبي، فشعبي الثورة والثورة شعبي، وكلاهما تعلق بالآخر فمنحا بعضهما الحب والحنان والأمن والسلام، الثورة ليست دما ونارا وفقط، إنها الحياة أيضا.
أبي أنت لي رمز، يمدني بنشوة الانتماء لشعبي، ويغذيني بإحساس الفخر والاعتزاز به كما بك،
لذلك أصدح، اللحظة واليوم وغدا وأبدا بصوتي وبمشاعري، ألا هبوا يا أحرار العالم لنجدة شرفـاء من طينتكم.. وأسماء من فصيلتكم، ثوار مثلكم، مناضلين آثروا المبدأ وركوب الخطر، هجروا راحتهم وودعوا سعادتهم فسخروا أغلى ما يملكون في سبيل أن تخلد قضية شعب اسمه الشعب الصحراوي في سجل ثورات هذا العالم الفسيح، الثورات لا تموت لأنها من صنع الشعوب، والشعوب لا تنسى وذاكرتها تحفظ للشرفاء من أبنائها حكايات وأساطير، عناوين تخلد بها أسماءهم. فعلى نهج الشهيد الولي سارت قوافل وتسير اليوم جموع وغدا يستمر المسير. فلا تخجل يا أبي ولا تتردد يوما، فمذ عقدت العزم ما خلتك إلا مناضلا جسورا، صلبا مقداما، أنت الكبير في مقلتي الصغيرتين، لا تهادن، لا تمل، لا تتعب ولا تيأس وإياك أن تسقط أو تهوي رغم المرض،
رغم الوهن ورغم الموت حتى...
لا تمت إلا واقفا يا أبي.. لأنك ما خلقت إلا لتموت كذلك، وهبتني الاسم ووهبتني الدرب، فاطمئن يا أبي، لأن سادية الجلادين وجبروتهم وإن حرمتني قسرا معاشرة أترابي، ومؤانسة الجد والجدة والتملي بنسيم وطني، لم تزدني إلا إصرارا على التمسك بالدرب الذي اخترته لنا، فأهلا بالمصير الذي ينتظرنا وليحيا شعبنا.
احبك يا أبي ليس كما يحب الأطفال آباءهم بل لأنني لا أحيا إلا بك، فعند سماعي نبأ اعتقالك وتقديمك ورفاقك أمام قضاة العسكر، اضطربت بل ارتبكت ونالت مني أحاسيس البشر وشعرت بالخوف والضجر وانزويت وحيدة أذرف من العبرات ما يكفي أو بالكاد لأخفف كربتي، من عزلتي ومن غربتي، فنحن كلانا يا أبي بلا وطن أنا في المهجر غريبة أوطان وأنت في سجن الاحتلال غريب أفكار وغريب مزاج، لكنك لم تستسلم ونلت من أفكارك ومن مزاجك واخترت الإضراب المفتوح، أما أنا فتكاد غياهب الخيال الجارفة تهدني واتيه إلى غير رجعة.
أنا متماسكة يا أبي، يشدني حب الحياة إليك ويكبر في الشوق إليك كل لحظة، فما أتعس أن تتحول مشاعر الكبار إلى الصغار وننتحل الصفة ونشعر نحن الصغار بالخوف عليهم. فهل أخاف عليك يا أبي حقا، وإن لم افعل الآن فمتى؟ أنت ورفاقك على مشارف الشهر بأيامه ولياليه ترابطون على خطوط الموت في معارك الإضراب المتواصل عن الطعام.
لا لا، إنني خائفة وأتوجس من المفاجآت غير السارة، سأبكي لأجلك يا أبي ليرى الكبار دموعي وأعدك أنها لن تجف حتى أراك ورفاقك أحرارا، حتى تعيدوا إلينا بسمة افتقدناها نحن الصغار أبناء الرفاق، بسمتنا صارت أمنية تضيع ألف مرة في اللحظة الواحدة من لحظات يوميات إضرابكم المفتوح،
لن أتعب يا أبي وسأستمر في الصراخ "أطلقوا سراح أبي... أطلقوا سراح جميع رفاق أبي"
وغادروا ولا تعودوا، يا من سودتم أيامنا، يتمتم وشردتم واختطفتم وسجنتم، ألا تكفيكم كل تلك الجرائم
ارحلوا ولا تعودوا، ارحلوا لتعود البسمة ليعود أبي ويعود المختفي ويعود المعتقل ويعود اللاجئ ...
الثورة علي سالم التامك
ابنة المعتقل السياسي الصحراوي علي سالم التامك
14 ابريل 2010