لهذه الأسباب لا تعودوا يا سكان المخيمات
بقلم: الدحة الخليلي
نشرت جريدة الوطن المغربية في عددها 340 الصادر يوم الخميس 28 ماي الماضي شهادة مؤثرة لأحد الصحراويين الذين تخلوا عن مبادئهم والتجقوا بالنظام المغربي طمعا في المكافأة. وهاهي كما نشرتها الجريدة المغربية:
---------------
لهذه الأسباب لا تعودوا يا سكان المخيمات
من حقكم أن تنعتونا بالعائدين أو العائبين أو الخونة، هذا من حقكم، بل من حقكم أن تنعتونا بالقبح والقدح والذمامة، بالبياعة وخونة العهد، وعديمي الضمير، وأصحاب النفس القصير، كل هذا أو أكثر من حقكم، ولن نستطيع أن ننبس ببنت شفة، لأننا كذلك، لأننا هرولنا، كنا نفكر بأقدامنا لا بعقولنا، ولم نلو على شيء، كل الأحلام والآمال والأماني التي كنا نبنيها معكم، تركناها وهرولنا، فرطنا فيها وقايضناها بسراب، بثمن بخس زهيد. استبدلنا كل شيء المبادئ، الأهداف، المكتسبات، كل المراحل بحلوها وما أكثره وبمرها، بوظيفة صغيرة وسكن غير لائق، هذا هو الثمن الذي قدم لنا، بل منا ــ وهم الأكثريةـــ من مازالوا بدون وظيفة ولا سكن.
سنوات من النضال قضيناها معا، هناك من قضى نحبه، فصدق ما عاهد الله عليه وأنتم مازلتم تنتظرون وما بدلتم تبديلا، بدلنا كل شيء، ولم نلو على شيء، وكما تقول الأمثال الصحراوية "سلخها إلى الرقبة وخلاها، وذاك اللي رضع ولا روى".
كنا نعتقد بسذاجتنا أننا سنحصل على كل شيء سيجعلكم تغارون منا، لكن كونوا مطمئنين، إننا لم نحصل على شيء أي شيء. لذا ابقوا حيث انتم فأنتم أفضل منا أفضل من الذين منحوا وظائف كبيرة وسكن مريح، أحسن منهم، لأنكم كلكم تشاركون في تحقيق مشروع، بكبيركم وصغيركم، بذكركم وأنثاكم، أما هم فرغم الوظيفة السامية والسكن، فإنهم مهمشون يعانون من الموت البطيء.
وعلى ذكر الموت فإن لعنة الخيانة تطاردنا. مات منا الكثير جراء الأمراض الخبيثة، وحوادث السير، ومنا من سجن لأسباب عديدة، ومنا من هو أضحوكة في الصحراء، ويعاني من انفصام الشخصية، ومجموعة منا تتعاطى المخدرات وشرب الخمور، هذا ما جنيناه على أنفسنا وما جنيتم علينا، نعم هذه هي الأسباب التي أدعوكم من خلالها للبقاء في مخيماتكم فإن عدتم فستجدون أنفسكم في مخيمات على هامش المدن الصحراوية، وإلى أجل غير مسمى، فلكم أن تتصوروا يا سكان المخيمات أن دولة عجزت عن احتضاننا نحن مجموعة قليلة تعد على رؤوس الأصابع بإمكانها أن تحتضنكم أنتم.
إذن هذه هي الأسباب التي من خلالها أدعوكم إلى البقاء، والعودة في إطار حل شامل، وأنتم أدرى بهذا الحال من غيركم.
نحن عدنا برؤوس منحنية، فأنتم عودوا بها مرفوعة شامخة بلا منة من أحد.
بقلم: الدحة الخليلي
نشرت جريدة الوطن المغربية في عددها 340 الصادر يوم الخميس 28 ماي الماضي شهادة مؤثرة لأحد الصحراويين الذين تخلوا عن مبادئهم والتجقوا بالنظام المغربي طمعا في المكافأة. وهاهي كما نشرتها الجريدة المغربية:
---------------
لهذه الأسباب لا تعودوا يا سكان المخيمات
من حقكم أن تنعتونا بالعائدين أو العائبين أو الخونة، هذا من حقكم، بل من حقكم أن تنعتونا بالقبح والقدح والذمامة، بالبياعة وخونة العهد، وعديمي الضمير، وأصحاب النفس القصير، كل هذا أو أكثر من حقكم، ولن نستطيع أن ننبس ببنت شفة، لأننا كذلك، لأننا هرولنا، كنا نفكر بأقدامنا لا بعقولنا، ولم نلو على شيء، كل الأحلام والآمال والأماني التي كنا نبنيها معكم، تركناها وهرولنا، فرطنا فيها وقايضناها بسراب، بثمن بخس زهيد. استبدلنا كل شيء المبادئ، الأهداف، المكتسبات، كل المراحل بحلوها وما أكثره وبمرها، بوظيفة صغيرة وسكن غير لائق، هذا هو الثمن الذي قدم لنا، بل منا ــ وهم الأكثريةـــ من مازالوا بدون وظيفة ولا سكن.
سنوات من النضال قضيناها معا، هناك من قضى نحبه، فصدق ما عاهد الله عليه وأنتم مازلتم تنتظرون وما بدلتم تبديلا، بدلنا كل شيء، ولم نلو على شيء، وكما تقول الأمثال الصحراوية "سلخها إلى الرقبة وخلاها، وذاك اللي رضع ولا روى".
كنا نعتقد بسذاجتنا أننا سنحصل على كل شيء سيجعلكم تغارون منا، لكن كونوا مطمئنين، إننا لم نحصل على شيء أي شيء. لذا ابقوا حيث انتم فأنتم أفضل منا أفضل من الذين منحوا وظائف كبيرة وسكن مريح، أحسن منهم، لأنكم كلكم تشاركون في تحقيق مشروع، بكبيركم وصغيركم، بذكركم وأنثاكم، أما هم فرغم الوظيفة السامية والسكن، فإنهم مهمشون يعانون من الموت البطيء.
وعلى ذكر الموت فإن لعنة الخيانة تطاردنا. مات منا الكثير جراء الأمراض الخبيثة، وحوادث السير، ومنا من سجن لأسباب عديدة، ومنا من هو أضحوكة في الصحراء، ويعاني من انفصام الشخصية، ومجموعة منا تتعاطى المخدرات وشرب الخمور، هذا ما جنيناه على أنفسنا وما جنيتم علينا، نعم هذه هي الأسباب التي أدعوكم من خلالها للبقاء في مخيماتكم فإن عدتم فستجدون أنفسكم في مخيمات على هامش المدن الصحراوية، وإلى أجل غير مسمى، فلكم أن تتصوروا يا سكان المخيمات أن دولة عجزت عن احتضاننا نحن مجموعة قليلة تعد على رؤوس الأصابع بإمكانها أن تحتضنكم أنتم.
إذن هذه هي الأسباب التي من خلالها أدعوكم إلى البقاء، والعودة في إطار حل شامل، وأنتم أدرى بهذا الحال من غيركم.
نحن عدنا برؤوس منحنية، فأنتم عودوا بها مرفوعة شامخة بلا منة من أحد.