فتح عمورية.. السيف أصدق إنباء
( فتحها: 17 من رمضان 223 هـ)
كانت وصية الخليفة المأمون لأخيه المعتصم وهو على فراش المرض أن يقضي على فتنة بابك الخُرَّمي، وكان زعيم فرقة ضالة، تؤمن بالحلول وتناسخ الأرواح، وتدعو إلى الإباحية الجنسية. وبدأت تلك الفتنة تطل برأسها في أذربيجان، ثم اتسع نطاقها لتشمل همدان وأصبهان، وبلاد الأكراد وجرحان. وحاول المأمون أن يقضي عليها فأرسل الحملات تترى لقمع تلك الفتنة، لكنه توفي دون أن يحقق نجاحًا، تاركًا للمعتصم مهمة القضاء عليها.
وما إن تولى المعتصم الخلافة حتى انصرف بكليته للقضاء على فتنة بابك الخرمي مهما كلفه الأمر، وخاصة بعد أن شغلت الخلافة سنوات طويلة، وأنهكت ميزانية الدولة، وأهلكت الرجال والأبطال. واستغلت الدولية البيزنطية انشغال الخليفة المعتصم بالقضاء على تلك الفتنة الهوجاء وراحت تعتدي على حدود الدولة العباسية، وجهزت لذلك جيشًا ضخمًا قادة إمبراطور الدولة، حيث هاجم شمال الشام والجزيرة.
وكان بابك الخرمي -حين ضاق عليه الحصار، واشتد الخناق عليه، وأيقن ألا مفر من الاستسلام- قد اتصل بإمبراطور الروم يحرضه على غزو الدولة العباسية؛ ليخف الحصار عليه، وزين له أمر الهجوم بأن معظم جيوش الدولة مشغول بالقضاء عليه، ولم يبق في العاصمة قوة تدافع عنها، ووعده باعتناق المسيحية هو وأتباعه.
عزز ذلك الأمر من رغبة الإمبراطور في الهجوم على الدولة العباسية، ودخل بقواته مدينة "زبطرة" التي تقع على الثغور وكانت تخرج منها الغزوات ضد الروم. وقتل الجيش البيزنطي من بداخل المدينة من الرجال، ثم انتقل إلى "ملطية" المجاورة، فأغار عليها وعلى كثير من الحصون، ومثّل الجيش الرومي بمن وقع في يده من المسلمين، وسمل أعينهم، وقطع آذانهم وأنوفهم، وسبى أكثر من ألف امرأة مسلمة، ورجع الجيش البيزنطي إلى القسطنطينية فرحًا بما حقق، واستُقبل من أهلها استقبالا رائعًا.
النفير
وصلت هذه الأنباء المروعة إلى أسماع الخليفة المعتصم وكان قد أوشك على قمع فتنة بابك الخرمي. وحكى الهاربون الفظائع التي ارتكبها الروم مع المسلمين، فاستعظم الخليفة ما حدث، وأمر بعمامة الغزاة فاعتمّ بها، ونادى لساعته بالنفير والاستعداد للحرب، وبعث بنجدة إلى أهل زبطرة بقيادة "عجيف بن عنبسة"، استطاعت أن ترد إليها الهاربين من أهلها تطمئنهم، وفي هذه الأثناء تمكن "الأفشين" أبرع قادة المعتصم من القضاء على الفتنة وألقى القبض على بابك الخرمي في (10 من شوال 222هـ = 16 من سبتمبر 837 م).
وكان المعتصم قد سأل: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية؛ لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام وهي عين النصرانية، فسارع بتعبئة الحملة وتجهيز الجيش بكل ما يحتاجه، حتى قيل: إنه لم يتجهز قبله مثله، وخرج إلى عمورية في (جمادى الأولى 223هـ= إبريل 838م) ولم تكن من عادة الحملات الكبرى الخروج في ذلك الوقت، غير أن الخليفة كان متلهفا للقاء، ورفض قبول توقيت المنجّمين الذين تنبئوا بفشل الحملة إذا خرجت في هذا التوقيت، وهذا ما عبر عنه الشاعر الكبير "أبو تمام" في بائيته الخالدة التي استهلها بقوله:
السيف أصدق أنباءً من الكتب ** في حدّه الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في ** متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعةً ** بين الخميسين لا في السبعة الشهب
أين الرواية؟ أم أين النجوم؟ وما ** صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
تخرصًا وأحاديثا ملفقة ** ليست بنبع إذا عُدّت ولا غرب
عجائبا زعموا الأيام مجفلة ** عنهن في صفر الأصفار أو رجب
فتح أنقرة
وعند "سروج" قسم المعتصم جيشه الجرار إلى فرقتين: الأولى بقيادة الأفشين، ووجهتها أنقرة، وسار هو بالفرقة الثانية، وبعث "أشناس" بقسم منها إلى أنقرة ولكن من طريق آخر، وسار هو في إثره، على أن يلتقي الجميع عند أنقرة.
علم المعتصم من عيونه المنتشرين في المنطقة أن الإمبراطور البيزنطي قد كمن شهرًا لملاقاة الجيش الإسلامي على غرّة، وأنه ذهب لمفاجأة الأفشين، وحاول الخليفة أن يحذر قائده، لكنه لم يستطع، واصطدم الأفشين بقوات الإمبراطور عند "دزمون" وألحق الأفشين بالإمبراطور البيزنطي هزيمة مدوية في (25 من شعبان 223 هـ= 838م) ولم يحل دون النصر الضباب الكثيف الذي أحاط بأرض المعركة أو المطر الغزير الذي انهمر دون انقطاع، وهرب الإمبراطور إلى القسطنطينية، وبقي قسم من جيشه في عمورية بقيادة خاله "ياطس" حاكم "أناتوليا".
دخلت جيوش المعتصم أنقرة التي كانت قد أخليت بعد هزيمة الإمبراطور، وتوجهت إلى عمورية فوافتها بعد عشرة أيام، وضربت عليها حصارًا شديدًا.
حصار عمورية
بدأ الحصار في (6 من رمضان 223هـ= 1 من أغسطس 838م)، وأحاطت الأبراج الحربية بأسوار المدينة، في الوقت نفسه بعث الإمبراطور البيزنطي برسوله يطلب الصلح، ويعتذر عما فعله جيشه بزبطرة، وتعهد بأن يبنيها ويردّ ما أخذه منها، ويفرج عن أسرى المسلمين الذين عنده، لكن الخليفة رفض الصلح، ولم يأذن للرسول بالعودة حتى أنجز فتح عمورية.
ابتدأت المناوشات بتبادل قذف الحجارة ورمي السهام فقُتل كثيرون. وكان يمكن أن يستمر هذا الحصار مدة طويلة، لولا أن أسيرًا عربيًا قد أسره الروم دلّ الخليفة المعتصم على جانب ضعيف في السور، فأمر المعتصم بتكثيف الهجوم عليه حتى انهار، وانهارت معه قوى المدافعين عنه بعد أن يئسوا من المقاومة، واضطر قائد الحامية "ياطس" إلى التسليم، فدخل المعتصم وجنده مدينة عمورية في (17 من رمضان 223هـ= 12 من أغسطس 838م). وقد سجل أبو تمام هذا النصر العظيم وخلّد ذكرى المعركة، فقال:
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به ** نظمٌ من الشعر أو نثر من الخطب
فتح تفتّح أبواب السماء له ** وتبرز الأرض في أثوابها القشب
يا يوم وقعة عمورية انصرفت ** عنك المنى حُفّلا معسولة الحلب
ثم يصور الأهوال التي نزلت بالمدينة حتى اضطرت إلى التسليم تصويرا رائعًا، فيقول:
لقد تركتَ أمير المؤمنين بها ** للنار يوما ذليل الصخب والخشب
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى ** يشلّه وسطها صبح من اللهب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت ** عن لونها وكأن الشمس لم تغب
ثم يهنّأ الخليفة بهذا النصر الذي ناله بعد تعب ومشقة، فيقول:
خليفة الله جازى الله سعيك عن ** جرثومة الدين والإسلام والحسَب
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها ** تُنال إلا على جسر من التعب
إن كان بين صروف الدهر من رحم ** موصولة أو زمام غير منقضب
فبين أيامك اللاتي نُصرت بها ** وبين أيام بدرٍ أقرب النسب
أبقت بني الأصفر الممراض كما سْمهم ** صُفْرَ الوجوه وجلّت أوجه العرب
وبعد هذا النصر قرر المعتصم المسير إلى القسطنطينية، لكن هذا المشروع لم يقيض له أن ينفذ، بعد أن اكتشف المعتصم مؤامرة للتخلص منه دبرها بعض أقربائه، كما أن فتح القسطنطينية يحتاج إلى قوى بحرية كبيرة لم يكن يملكها ساعتها، فتوقف المشروع إلى حين.
من مصادر الدراسة:
الطبري: تاريخ الرسل والملوك ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ دار المعارف ـ القاهرة (1968).
محمد الخضري: الدولة العباسيةـ المكتبة التجارية الكبرىـ القاهرةـ 1959م.
شاكر مصطفى: دولة بني العباس ـ وكالة المطبوعات ـ الكويت ـ 1974م.
فتحي عثمان: الحدود الإسلامية البيزنطية بين الاحتكاك الحربي والاتصال الحضاري ـ دار الكتاب العربي ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
أبو تمام: ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي ـ تحقيق محمد عبده عزام ـ دار المعارف، القاهرة ـ 1972م.
( فتحها: 17 من رمضان 223 هـ)
كانت وصية الخليفة المأمون لأخيه المعتصم وهو على فراش المرض أن يقضي على فتنة بابك الخُرَّمي، وكان زعيم فرقة ضالة، تؤمن بالحلول وتناسخ الأرواح، وتدعو إلى الإباحية الجنسية. وبدأت تلك الفتنة تطل برأسها في أذربيجان، ثم اتسع نطاقها لتشمل همدان وأصبهان، وبلاد الأكراد وجرحان. وحاول المأمون أن يقضي عليها فأرسل الحملات تترى لقمع تلك الفتنة، لكنه توفي دون أن يحقق نجاحًا، تاركًا للمعتصم مهمة القضاء عليها.
وما إن تولى المعتصم الخلافة حتى انصرف بكليته للقضاء على فتنة بابك الخرمي مهما كلفه الأمر، وخاصة بعد أن شغلت الخلافة سنوات طويلة، وأنهكت ميزانية الدولة، وأهلكت الرجال والأبطال. واستغلت الدولية البيزنطية انشغال الخليفة المعتصم بالقضاء على تلك الفتنة الهوجاء وراحت تعتدي على حدود الدولة العباسية، وجهزت لذلك جيشًا ضخمًا قادة إمبراطور الدولة، حيث هاجم شمال الشام والجزيرة.
وكان بابك الخرمي -حين ضاق عليه الحصار، واشتد الخناق عليه، وأيقن ألا مفر من الاستسلام- قد اتصل بإمبراطور الروم يحرضه على غزو الدولة العباسية؛ ليخف الحصار عليه، وزين له أمر الهجوم بأن معظم جيوش الدولة مشغول بالقضاء عليه، ولم يبق في العاصمة قوة تدافع عنها، ووعده باعتناق المسيحية هو وأتباعه.
عزز ذلك الأمر من رغبة الإمبراطور في الهجوم على الدولة العباسية، ودخل بقواته مدينة "زبطرة" التي تقع على الثغور وكانت تخرج منها الغزوات ضد الروم. وقتل الجيش البيزنطي من بداخل المدينة من الرجال، ثم انتقل إلى "ملطية" المجاورة، فأغار عليها وعلى كثير من الحصون، ومثّل الجيش الرومي بمن وقع في يده من المسلمين، وسمل أعينهم، وقطع آذانهم وأنوفهم، وسبى أكثر من ألف امرأة مسلمة، ورجع الجيش البيزنطي إلى القسطنطينية فرحًا بما حقق، واستُقبل من أهلها استقبالا رائعًا.
النفير
وصلت هذه الأنباء المروعة إلى أسماع الخليفة المعتصم وكان قد أوشك على قمع فتنة بابك الخرمي. وحكى الهاربون الفظائع التي ارتكبها الروم مع المسلمين، فاستعظم الخليفة ما حدث، وأمر بعمامة الغزاة فاعتمّ بها، ونادى لساعته بالنفير والاستعداد للحرب، وبعث بنجدة إلى أهل زبطرة بقيادة "عجيف بن عنبسة"، استطاعت أن ترد إليها الهاربين من أهلها تطمئنهم، وفي هذه الأثناء تمكن "الأفشين" أبرع قادة المعتصم من القضاء على الفتنة وألقى القبض على بابك الخرمي في (10 من شوال 222هـ = 16 من سبتمبر 837 م).
وكان المعتصم قد سأل: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية؛ لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام وهي عين النصرانية، فسارع بتعبئة الحملة وتجهيز الجيش بكل ما يحتاجه، حتى قيل: إنه لم يتجهز قبله مثله، وخرج إلى عمورية في (جمادى الأولى 223هـ= إبريل 838م) ولم تكن من عادة الحملات الكبرى الخروج في ذلك الوقت، غير أن الخليفة كان متلهفا للقاء، ورفض قبول توقيت المنجّمين الذين تنبئوا بفشل الحملة إذا خرجت في هذا التوقيت، وهذا ما عبر عنه الشاعر الكبير "أبو تمام" في بائيته الخالدة التي استهلها بقوله:
السيف أصدق أنباءً من الكتب ** في حدّه الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في ** متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعةً ** بين الخميسين لا في السبعة الشهب
أين الرواية؟ أم أين النجوم؟ وما ** صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
تخرصًا وأحاديثا ملفقة ** ليست بنبع إذا عُدّت ولا غرب
عجائبا زعموا الأيام مجفلة ** عنهن في صفر الأصفار أو رجب
فتح أنقرة
وعند "سروج" قسم المعتصم جيشه الجرار إلى فرقتين: الأولى بقيادة الأفشين، ووجهتها أنقرة، وسار هو بالفرقة الثانية، وبعث "أشناس" بقسم منها إلى أنقرة ولكن من طريق آخر، وسار هو في إثره، على أن يلتقي الجميع عند أنقرة.
علم المعتصم من عيونه المنتشرين في المنطقة أن الإمبراطور البيزنطي قد كمن شهرًا لملاقاة الجيش الإسلامي على غرّة، وأنه ذهب لمفاجأة الأفشين، وحاول الخليفة أن يحذر قائده، لكنه لم يستطع، واصطدم الأفشين بقوات الإمبراطور عند "دزمون" وألحق الأفشين بالإمبراطور البيزنطي هزيمة مدوية في (25 من شعبان 223 هـ= 838م) ولم يحل دون النصر الضباب الكثيف الذي أحاط بأرض المعركة أو المطر الغزير الذي انهمر دون انقطاع، وهرب الإمبراطور إلى القسطنطينية، وبقي قسم من جيشه في عمورية بقيادة خاله "ياطس" حاكم "أناتوليا".
دخلت جيوش المعتصم أنقرة التي كانت قد أخليت بعد هزيمة الإمبراطور، وتوجهت إلى عمورية فوافتها بعد عشرة أيام، وضربت عليها حصارًا شديدًا.
حصار عمورية
بدأ الحصار في (6 من رمضان 223هـ= 1 من أغسطس 838م)، وأحاطت الأبراج الحربية بأسوار المدينة، في الوقت نفسه بعث الإمبراطور البيزنطي برسوله يطلب الصلح، ويعتذر عما فعله جيشه بزبطرة، وتعهد بأن يبنيها ويردّ ما أخذه منها، ويفرج عن أسرى المسلمين الذين عنده، لكن الخليفة رفض الصلح، ولم يأذن للرسول بالعودة حتى أنجز فتح عمورية.
ابتدأت المناوشات بتبادل قذف الحجارة ورمي السهام فقُتل كثيرون. وكان يمكن أن يستمر هذا الحصار مدة طويلة، لولا أن أسيرًا عربيًا قد أسره الروم دلّ الخليفة المعتصم على جانب ضعيف في السور، فأمر المعتصم بتكثيف الهجوم عليه حتى انهار، وانهارت معه قوى المدافعين عنه بعد أن يئسوا من المقاومة، واضطر قائد الحامية "ياطس" إلى التسليم، فدخل المعتصم وجنده مدينة عمورية في (17 من رمضان 223هـ= 12 من أغسطس 838م). وقد سجل أبو تمام هذا النصر العظيم وخلّد ذكرى المعركة، فقال:
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به ** نظمٌ من الشعر أو نثر من الخطب
فتح تفتّح أبواب السماء له ** وتبرز الأرض في أثوابها القشب
يا يوم وقعة عمورية انصرفت ** عنك المنى حُفّلا معسولة الحلب
ثم يصور الأهوال التي نزلت بالمدينة حتى اضطرت إلى التسليم تصويرا رائعًا، فيقول:
لقد تركتَ أمير المؤمنين بها ** للنار يوما ذليل الصخب والخشب
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى ** يشلّه وسطها صبح من اللهب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت ** عن لونها وكأن الشمس لم تغب
ثم يهنّأ الخليفة بهذا النصر الذي ناله بعد تعب ومشقة، فيقول:
خليفة الله جازى الله سعيك عن ** جرثومة الدين والإسلام والحسَب
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها ** تُنال إلا على جسر من التعب
إن كان بين صروف الدهر من رحم ** موصولة أو زمام غير منقضب
فبين أيامك اللاتي نُصرت بها ** وبين أيام بدرٍ أقرب النسب
أبقت بني الأصفر الممراض كما سْمهم ** صُفْرَ الوجوه وجلّت أوجه العرب
وبعد هذا النصر قرر المعتصم المسير إلى القسطنطينية، لكن هذا المشروع لم يقيض له أن ينفذ، بعد أن اكتشف المعتصم مؤامرة للتخلص منه دبرها بعض أقربائه، كما أن فتح القسطنطينية يحتاج إلى قوى بحرية كبيرة لم يكن يملكها ساعتها، فتوقف المشروع إلى حين.
من مصادر الدراسة:
الطبري: تاريخ الرسل والملوك ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ دار المعارف ـ القاهرة (1968).
محمد الخضري: الدولة العباسيةـ المكتبة التجارية الكبرىـ القاهرةـ 1959م.
شاكر مصطفى: دولة بني العباس ـ وكالة المطبوعات ـ الكويت ـ 1974م.
فتحي عثمان: الحدود الإسلامية البيزنطية بين الاحتكاك الحربي والاتصال الحضاري ـ دار الكتاب العربي ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
أبو تمام: ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي ـ تحقيق محمد عبده عزام ـ دار المعارف، القاهرة ـ 1972م.