منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر للحوار الهادف والبناء وتبادل للمعارف والافكار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر للحوار الهادف والبناء وتبادل للمعارف والافكار

منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر كل الصحراويين الاشراف االعام: حمه المهدي البهالي


    حقيقة الوطنية للمرحوم الشيخ فريد الانصاري من المغرب

    avatar
    روائع الأسحار


    المساهمات : 4
    تاريخ التسجيل : 26/01/2013

    حقيقة الوطنية للمرحوم الشيخ فريد الانصاري من المغرب  Empty حقيقة الوطنية للمرحوم الشيخ فريد الانصاري من المغرب

    مُساهمة  روائع الأسحار السبت يناير 26, 2013 5:35 pm

    الموضوع منقول ، و هو لفضيلة الشيخ فريد الأنصاري من المغرب الذي وافته المنية بتركيا ،يوجه نداء إلى المغاربة و إلى كل ذي ضمير و كل محب لهذا الدين الاسلامي الحنيف و غيور على أهله و أخوته و جيرانه ...
    كثير من الناس، عندما يشعرون أنهم همشوا اقتصاديا أو ظلموا سياسيا أو غير ذلك من المعاني الواقعة فعلا على الأرض،الحل في نظره هو أن ينتقم من وطنه فيكره وطنه ويكره أهله ويبادر إلى تخريبه بيده، هذا غير معقول تماما، فما ينبغي أن يكون خطأ الآخر مؤديا بي إلى الفتك بنفسي لأن الإنسان عندما يفقد انتماءه لبلده فقد فقد الإحساس بوجوده أصلا، أنت بعد ذلك من؟ !

    حينما تفقد محبة بلدك ومحبة وطنك ومحبة ثقافته وقيمه بسبب أخطاء ارتكبها الآخرون تقوم حينها برد فعل متشنج يفقدك التوازن ويؤدي برد الظلم بظلم آخر، والله يكره الظلم في كل صوره.

    المؤمن من لا يستجيب للاستفزاز ويبادر إلى العمل الإيجابي وليس السلبي، فإذا أخطأ الآخر فلا ينبغي لي أن أخطأ، بل ينبغي أن أقدم الخدمة التامة المتفانية لبلدي ولوطني ولثقافته، وأن أشتغل بما يعمره، لا ينبغي أن ترتبط عاطفتي ببلد آخر أو بثقافة وطن آخر حتى أفقد ذاتي وأفقد وجودي، لا يمكن أبدا أن نستمر في الوجود في زمن صار الاستمرار والحفظ فيه على الخصوصيات من الصعوبة بمكان.

    معروف عصر العولمة وعصر انتشار المعلومات وتدفقها بشكل رهيب ودخولها في تدافع قوي جدا ـ إذا دخلنا هذا العالم ـ ونحن ندخله أحببنا أم كرهنا لأنه يتنزل عليك من عل .. وسائل الإعلام ووسائل الاتصال لا تستشير أحدا في أن تخبره بما يحصل وفي أن توصل إليه رسائلها، الشارع العام الآن يتحرك بثقافة الآخر، لا ينبغي أبدا في مثل هذه المرحلة بالذات أن نبادر إلى الانتقام من أنفسنا بل يجب أن نتوحد على المعنى الأصلي الذي هو حقيقة هذا الوطن وثقافة هذا الوطن ودين هذا الوطن.

    المؤمن إذن إذا أراد أن يبني صادقا فليبني نفسه أولا، وكيف بناء النفس؟ تسأل نفسكك:

    أنت من؟

    ولدت ممن؟

    وتربيت في أحضان من؟

    أنت مغربي إذن، ولدت من مغاربة وتربيت في أحضان المغرب، فيجب أن تكون مغربيا، وأن تكون مغربيا يعني أن تنتمي إلى ثقافة المغرب، وإلى تاريخ المغرب. وقد علم قطعا أن هذه الثقافة وهذا التاريخ إنما هو دينك وقيمك وأخلاقك الاجتماعية، فمساهمتك في نقضها وخرمها ونشر التفسخ والأخلاق الرديئة في الشارع وقبول ذلك في المعاهد ومؤسسات التعليم وغيرها خيانة لذاتك ولوطنك ولبلدك ولملكك، المؤمن الحق والمغربي الحق من يجاهد في الله من أجل إقامة هذا الصرح والحفاظ عليه في هذا الزمن الصعب العسير لأنك إذا دخلت العصر بنفسية متذبذبة مضطربة لا إيمان لك بنفسك فلن تستطيع أن تحفظ نفسك ولا وجودك ولا أسرتك، لن تستطيع الحفاظ على وجودك وثقافتك وأنت لا تؤمن بنفسك. ولذلك ما قوي الرسول صلى الله عليه وسلم على تبليغ الرسالة إلى المؤمنين وتبليغ الإيمان إلى الناس إلا من بعد أن آمن هو بنفسه أولا بأنه رسول عليه الصلاة والسلام (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمومنون)، فإذا آمنا بأنفسنا كانت لنا بعد ذلك القدرة على تثبيت حقيقتنا رغم الأعاصير الهوجاء في العصر الحاضر ، بل بما عندنا من ثقافة قوية تتحدى نؤثر على الآخر.

    ديننا ليس ضعيفا وثقافتنا ليست ناقصة وتاريخنا ليس أعوجا، فإذا آمنا به حقيقة وتبنيناه صادقين وليس منافقين استطعنا لا أن نحفظ أنفسنا فقط بل أن نؤثر على الآخرين على ما هم عليه من تقدم مادي وتكنولوجيا عالية، لأن قوتهم الثقافية والفكرية والروحية خاوية، وهذه شهادتهم هم أنفسهم وواقعهم، والمشكلة أننا نتأثر بالخواء ، نتأثر بالثقافات الفارغة والضلالات العمياء، فإذا تأثرنا بهذا فما معناه؟ معناه إذن أننا نحن لسنا نحن.. أننا لا نشعر بوجودنا.. لا نشعر بحقيقة ثقافتنا.. إذن لا ندرك ما معنى وطنيتنا.

    الوطنية ليست كلمة تلاك في المناسبات ..

    الوطنية التزام !

    الوطنية صدق !

    الوطنية عقد بين العبد وربه !

    حقيقة حينما تحللها بهذا المنظور الذي تحدثنا عنه ـ وهو المنظور الحقيقي لها والذي عليه تأسست ـ ولهذا إذا أردنا أن نصدق الله ونصدق ملك البلاد في هذا الأمر فعلينا أن نعيد درس التربية الوطنية، هذا الدرس الذي صار شكلا بغير مضمون، صار شكلا بغير مضمون في كثير من المؤسسات، درس الوطنية الحق تلقيه الأسرة أولا، يلقيه الأب والأم ، وتلقيه المؤسسة التعليمية وتلقيه وسائل الإعلام وتلقيه الحكومة وملك البلاد، كل يلقي هذا الدرس، كل من جهته ومن جانبه، و لا يجوز لأحد أن يخون وظيفته في ذلك لأنه يخون وجوده ، ويهدد مستقبله. درس الوطنية الحق إنما يقوم على هذا التماسك الاجتماعي الذي يراد له في كثير من الوسائل ومن بعض الجهات تفكيكه وتدميره، وهؤلاء إنما يدمرون الوطن باسم الوطنية، ويخربون الوطن باسم الوطنية.. كلا لن يسمح لهم بذلك !

    المؤمن يجب أن يلتف حول حقيقة الوطن بما هو ثقافة ودين وبما هو إسلام جامع لكل العناصر الأخرى عرقيا ولغويا وثقافيا وهكذا ...

    الدين جامع لكل شيء ومن احترم الدين ودافع عنه ودافع عن قيمه وأخلاقه في بيته وأسرته وفي الشارع العام وفي المؤسسات ولم يسمح لأحد بخرمه أو نقضه فذلك هو الصادق حقا وعلى مثله تنطبق الآية " من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"، ما غيرتهم المناصب.. ما غيرتهم الأموال.. ما غيرتهم الممتلكات.. ما غيرتهم الامتيازات وإنما بقوا على الأصل الذي انطلقوا منه مجاهدين أنفسهم في الله جل وعلا..
    اللهم اشهد فان الشيخ فريد الانصاري تغمده الله برحمته قد بلغ الأمانة لمن لا يعرف أو يجهل أو يتجاهل

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 9:35 pm