من يكتب لمن ؟
إن جدلية المولاة والممانعة باتت واقع يفرض نفسه على أكثر من صعيد على الأقل في هذه المرحلة من مراحل التواجد الوطني لكونه واقعا أصبح ينخر الجسم الوطني كما يرى البعض ممن يحسبون على هذا الطرح...
وتوسيع دائرة الممارسة السياسية بغض النظر عن الظرف المعاش رغم المواجهة مع الذين يجمعون على حساسية المرحلة وخصوصيتها الجيوسياسية إذ يرون أن العملية عبارة عن تفتيت المفتت إلى فتات تتلاطمه تجاذبات داخلية ومصالح خارجية لكن شموخهم ما زال يلقي بظلاله على الميدان والخارطة السياسية على الأقل في هذه المرحلة ليتحججوا على فترة الصمود الوطني وليتغنون بالإنجاز الذي لم يكن سوى تحصيل حاصل كما يراه البعض طالما الوطن أسير فلا احد في موطن تشكيك في وطنية الأخر , إذ انه عذر أقبح من ذنب تستغله تلك الفئة للتغطية والاختفاء وراء جملة من الممارسات السياسية باتت من زمن كان وهي التي تحن لصخب شعارات الساحة الحمراء التي لم تصمد حناجر روادها في وجه ثلوج العولمة والديمقراطية الغربية المتهمة في كل مرة تحاول الإطلال فيها بالدخيل الذي لم يطرق الباب للاستئذان دون الخوض في تجليات ذلك والبحث حتى عن مضمون رسالتها ..
ببساطة لأنها السيدة الديمقراطية الزائرة غير المرغوب فيها دائما وابدأ في حياة البعض على الأقل السياسية وفي هكذا مرحلة ...
قد أكون أطلت في التفحص والاسترسال في بعض الأطروحات التي مهما كانت مختلفة, فلأصحابها الحق في التعبير عنها طالما تصب في الأهداف المصيرية ,ولا تتعارض مع القضية الوطنية , ومختصرة داخل البيت الداخلي الصحراوي ...
لنبدأ من البداية في تفحص عمومية الموضع المختزل والمختصر أصلا في العنوان من يكتب لمن ..؟
من : رغم تكونها من حرفين فقط إلا أنها كافية لمليء فيه من كان دائما باحثا عن ذاته في كومة من معاناة طالت لأكثر من ثلاثين عاما
م : مثقف تاهت به السبل في جو من التصادم لعدة ثقافات والتي منها ما كان ضيفا مرحبا به ومنها ما فرض عنوة رغم عن انفه ليجد نفسه في شبه صراع جديد قديم بل أزلي بين جيل يعتبر نفسه على حق وبلا منازع , لرفع لواء الوطن والمواطنة والقضية التي لا يفهم خلفياتها التاريخية ,وخباياها الجيوسياسية ,إلا هم رغم قول الواقع الملعون إنها مازالت تراوح مكانها الممنوح وهذا ما جعل الجديد يتهم القديم بالإقصاء والتهميش والابتعاد عن لغة التحاور أو حتى فرصة إثبات الوجود لذلك المثقف الصحراوي المسكين الذي يبدو انه لم يمتلك بعد ثقافة كافية لإثبات الوجود
يكتب : فعل جميل لكونه موجود بغض النظر عن طبيعة لونه
ي : هي التي جعلت من الكتابة فعلا يعبر عن ذاتنا باستمرار كشعب مكافح يريد ان يعبر عن قضيته وثقافته كيف لا ونحن الشعب الذي يفتخر بكون كتابة الشعر جزء من كيانه الثقافي
أما كتب : فكل من هب ودب أصبح يحاول قدر الإمكان التعبير جاهدا بطريقته الخاصة عن خلجاته دون أن يعلم أو يحدد ما المقصود وما الهدف المنشود لكن ذلك كله مهما كان فهو جميل إذا روعي أهم الخطوط من قضية باتت تسبح في المصير المجهول وخدمت عدوا هدفه إبادة الشعوب لذا على الجميع أن يعلم ما المقصود.؟جميل أن ننقد ولكن من أصلا بات المنقود هل نملك الوقت لننقد من نريد..؟
الكل غيور على وطنه وعلى قضيته لكن علينا أن نحذر أن نكون أداة للعدو من دون فهمنا ما حدث في مستقبل كان إلى وقت قريب غامضا أو بالأحرى بلا حدود لنحيي من فكروا في مستقبل القضية الذي هو الهدف المنشود
أو أمل لم يبقى لشعب كافح لأزيد من ثلاثين عاما سواه فكان ذلك العهد الموعود رغم أن أصحابه مالوا إلى حد لم نعرف من بات المقصود هل هو التمجيد الذي لم يعد له وجود أم النقد الذي هو أصلا مرفوض أم أن القضية لم تعد لها حدود هم شباب لم يجدوا سوى القلم لرد ذلك المفقود مهما كان فيه من تجعد الخدود للراعي الرسمي للمشروع فألف تحية لمن فكر في أمل نتمنى له دائما الصمود لتبقى كل التجارب لا تستحق منى سوى التحية و التبجيل رغم أن ما سبق ذكره لم يكن سوى مثال على جملة من الإرهاصات كانت نتاج مخاض عسير
لمن : هنا يكمن الهدف , القضية , الشعب , المصير , الثقافة , المرأة , الطفل البري , الشيخ الهرم , الإنسان الوطني ...الخ
هي كلها موضوعات لا يمكنها إلا أن تكون جوابا لمن ,إذ لا يمكن لأي كان أن يمر عليها مرور الكرام , دون الخوض في تجلياتها والبحث في كنهها ومكوناتها والرفع من معنوياتها وتمجيدا لايجابياتها وحل العويص من إشكالاتها بعيدا عن أي تجريح من شأنه توسيع الهوة بين روابط نسيج هذا الكيان , وحتى لا يستغل من طرف عدو كان دائما محترفا في الصيد في المياه العكرة ومقتنصا لكل زلة مهما كانت نية صاحبها ليجعل منها نهاية لهذا الشعب الأبي والمكافح والمناضل ولن تكون لا مسمار أخر يدق في نعش القضية الذي هو بحاجة إلى مثقف يحمل على كاهله آهات الأمهات الثكلى , ومعاناة شيخ أرقته القضية حتى اشتعل رأسه شيبا , وأحلام طفل متجددة مع بزوغ كل فجر , كل ذلك دفاعا عن العرض والدم والوطن والمصير المشترك لكل أطياف هذا الشعب المجاهد وعن فئة أصبح لابد لها أن تكون في مستوى القضية ومستوى الرهان
؟ : أما علامة الاستفهام فهي التي كانت دائما للعدو لا لشيء إلا لسحق قناعاتنا وذر الرماد في عيوننا تجاه كل ما هو جميل وإيجابي في مسيرتنا النضالية والتي كانت مصدر إرهاق مستمر للعدو , هو إذا استفهام كان دائما على دور فئة سمت نفسها مثقفة من قضية باتت وكأنها من تسابيح الكبار ,وقصص تروى لنوم الصغار ليبقى السؤال يبحث عن جواب أين هم منها وأين هي منهم , لندعو الجميع مع بزوغ فجر جديد ليلعب ذلك المثقف دورا في جهاد هذا الشعب بالقلم المخلص والكلمة الصادقة لا لشيء إلا لله ثم القضية والوطن