البعد التاريخي لمنطقة الصحراء الغربية
إعداد : حمه المهدي البهالي
من خلال الآثار والنقوش على الصخور الموجودة في الصحراء الغربية خاصة الآثار الموجودة في الركيز الغني بالآثار من منطقة تيرس تبين أن سكان الصحراء الغربية كانوا أكثر عدد مما هي عليه اليوم وان الحياة في هذه المنطقة تعود إلى ما قبل التاريخ المدون ، فالآثار و المواقع الأثرية التي تخز بها الصحراء الغربية عثر عليها في أماكن متفرقة من البلاد على أدوات صوانية تعود للعصور الحجرية الأولى، وظهرت على السواحل قطع خزفية متنوعة الأحجام وترجع إلى ثمانية ألاف عام قبل الميلاد ، ويحفل موقع " الغشيوات" بالكثير من الآثار الحجرية الحاملة لنقوش ورسوم تمثل أشكالا بشرية وحيوانية يعود اغلبها، إلى العصر البرونزي الوسيط ، وعثر أيضا على نفس تلك الرموز والنقوش في مناطق تيرس ولجواد و اوسرد وكليبات الفوفارة.
ونظرا لأهمية وغنى هذه الآثار، فقد وصل البعض منها إلى المتاحف العالمية الكبرى ، واخذ مكانه اللائق ضمن معروضاتها الهامة ، حيث يقتني متحف علوم خصوصيات الشعوب في " بال " مجموعة نادرة من أثار منطقة الصحراء الغربية مؤلفة من تسع قطع يعرضها في قسم خاص . وبخاصة من منطقة السمارة , ومن نقوشها نتحقق من أوجود حيوانات معينة مثل الضباع والأسد والركدن ( وحيد القرن ) ,وكان احد أهم الاكتشافات الأثرية العالمية قد سجل في الصحراء الغربية عام 1996 ، ويتمثل في اكتشاف هيكل ديناصور من جنس " كاركاوردنتوسورس" عثر عليه البروفيسور " بول سيرينو" من جامعة شيكاغو الأمريكية
وقديما و مع تحول الأمكنة إلى ارض يابسة نتيجة هزات خطيرة من العصر الثالث تحولت الشعوب التي كانت تعيش على الصيد البري والصيد البحري استجابة للحاجات المستجدة و لعوامل اقتصادية معينة ، إلى تغيير مهنها وحرفها أو هذه الشعوب زالت و أخذت مكانها شعوب أخرى امتهنت تربية الحيوانات وتأليفها . وتولد من تلك الحقبة نمطان من الإنتاج في نطاق المجتمع نفسه : البداوة الرعوية و الزراعة المتحضرة .. وهذا التغيير الهام في نمط حياة هذا المجتمع تم استقراؤه بدقة في مؤلف (فرنسوادي شاس) 1977 وكل هذه الآثار والنقوش والمقابر الموجودة في الصحراء الغربية شاهد على قدم الحياة في هذه المنطقة ..
خلال القرنين الثاني والثالث: أحدث الاجتياح الروماني لمناطق شمال إفريقيا تخلخلا في التركيبة الديمغرافية لسكان الصحراء الغربية. حيث قدمت من صحراء ليبيا ومناطق الشمال قبائل صنهاجة وزناتة البربرية واستقرت في الأرض الصحراوية. وفي مطلع القرن الثامن الميلادي وصلت هجرات عربية من شبه الجزيرة العربية إلى أرض الصحراء الغربية حاملة معها رسالة الإسلام. وقد قوبل الدين الجديد بقبول كبير من القبائل المحلية وانتشر بينها.
وكان لدور الداعية الإسلامي الشيخ عبدا لله بن ياسين موجه ومؤسس الدولة المرابطية منذ مطلع القرن الحادي عشر، أهمية كبيرة في تاريخ المنطقة، فبفضل الله ثم جهود هذا الداعية عم المذهب المالكي وانتشر في الصحراء الغربية. كما رسخ المسلمون في بلاد الصحراء أساس نظام اجتماعي متطور وأنعشوا الحياة الاقتصادية هناك، وخاصة تجارة الذهب من مالي التي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم السودان, وتوالت الهجرات العربية إلى الصحراء الغربية خلال الفترة ما بين القرن الثامن والخامس عشر. فوصلت إليها قبائل من بني حسان وبني هلال عن طريق مصر وتغلغلت بواسطة سيطرتها في منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب ومجمل أراضي موريتانيا. وبفضل شدتها تزايد نفوذها واستجابة السكان للدخول في الإسلام , طبعت المنطقة بطابعها العربي الإسلامي المميز.وهي كذلك حتى اليوم .
جذور الاطماع الاستعمارية
ظهور أوائل الإسبان على سواحل الصحراء الغربية، الذين انطلقوا من جزر الكناري للقيام بالنشاطات نفسها التي قام بها البرتغاليون 1444 ـ المغاربة 1583 ـ 1638 احتل الهولنديون إقليم وادي الذهب (Rio de Oro)، وهي التي سيتحكم فيها الإنجليز بشكل مؤقت عام 1665م. الإيطاليون 1869 ـ الإنجليز 1872 ـ البلجيكيون1875 ـ الفرنسيون 1880 ـ الألمان 1883 ـ الاسبان 1884
مع نهاية القرن الرابع عشر، وصلت جماعات من البرتغاليون والأسبان إلى شوا طي الصحراء الغربية يحذوهم الأمل في الهيمنة على الطرق التجارية الصحراوية والسيطرة على منجم الذهب في مالي، وقد واجهتهم القبائل الصحراوية. ثم كان الاتفاق الأسباني ـ البرتغالي المعروف بمعاهدة ( ترويسياس) وفيها حصلت إسبانيا على حق إخضاع المنطقة الصحراوية. الاستعمار الإسباني 1883-1973
وفي القرن الخامس عشر ,وكنتيجة للصراع الذي كان قائما بين الاستعمار الصليبي وبين العالم الإسلامي زاد اهتمام أوروبا بمنطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب " الصحراء الغربية "إثر انطلاق موجة الاستعمار الأوروبي العارمة في اتجاه إفريقيا واسيا وأمريكا بحثا عن الأسواق التجارية , وتأمين الحصول على مصادر المواد الأولية , وهكذا فمنذ هذا القرن اهتم البحارة الأوروبيون وخاصة البرتغاليون والاسبان بسواحل هذا الجزء من إفريقيا واستقر البرتغاليون في عدة مراكز على الساحل , ومارسوا تجارة الرقيق والسمغ.، ولقد أثارت هذه التجارة أطماع هذه الدول الاستعمارية الأخرى مثل هولندا وانجلترا وفرنسا التي سعت كل منها بدورها إلى احتكار هذه المنطقة .وحاولت اسبانيا التي اتسعت رقعة مستعمراتها باحتلال جزر الكناري في القرن الخامس عشر أن تقيم في البداية مراكز البحارة الكناريين على طول السواحل الإفريقية المواجهة لجزر الكناري من اجل تأمين حمايتها.وترجع صلة اسبانيا بهذا الإقليم العربي إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر , إذ تم الاتفاق في مؤتمر برلين سنة 1884 بين الدول الاستعمارية آنذاك على تقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ فيما بينها , فأعطيت انجلترا مصر والسودان ومنطقة الجنوب العربي . وايطاليا ليبيا , وفرنسا منطقة المغرب العربي , واسبانيا الساقية الحمراء ووادي الذهب .
وبناء على ذلك نزلت قوات اسبانية كبيرة في منطقة الداخلة على ساحل المحيط الأطلسي ومنها انطلقت لتحتل بقية الإقليم , ولكنها واجهت مقاومة عنيفة من طرف السكان وقمعتها بشدة وفي عام 1886 عقدت اسبانيا المعاهدة المعروفة باسم معاهدة " اييل " مع رؤساء قبائل المنطقة.([1])وفي هذه الفترة وقعت العديد من الأحداث الدالة على رفض الصحراويين للدخيل المحتل, ففي
26 أكتوبر 1886: اختتام محادثات اللجنة الفرنسة – الاسبانية المكلفة بوضع الحدود الفاصلة بين المستعمرات الفرنسة والاسبانية في باريس.وفي يومي 14و 15 يونيو 1909 مئة وخمسون مقاوماً صحراوياً يخوضون معارك ضارية ضد الفرنسيين في جنوب الصحراء الغربية وكان نصر الصحراويين كبيراً وتم الاحتفال به في منطقة تيرس.وفي يوم 27 تشرين الثاني 1912 اتفاق فرنسي إسباني آخر يحدد حدود الصحراء الغربية.وفي 10 يناير 1913 هاجم المقاومون الصحراويون حامية لبيرات الفرنسية مما أدى إلى مقتل 55 جندي فرنسي وغنم 105 بنادق و20.000 صندوق من الذخيرة و500 جمل كما استشهد 14 مقاوماً.
وفي 28 مارس 1913 احتلال مدينة السمارة من طرف القوات الفرنسية بقيادة الكولونيل موريت وتدميرها بعد حرق مكتبتها التي تحتوي على أكثر من 5000 آلاف كتاب ومخطوط يدوي.
1916-1920: شهدت المنطقة خلق مركزين تجاريين أسبانيين على الشواطئ الصحراوية. 1917: شملت حرب المقاومة كل التراب الصحراوي، ويكفي إلقاء نظرة على الرسالة المشفرة التي بعث بها القائد العام للقوات الفرنسية من سان لويس (السنغال) إلى كل وحداته، والتي جاء فيها: "اعتبروا أنفسكم في حالة الطوارئ القصوى ونفذوا في الحال مخطط الدفاع رقم: 2".وفي سنة 1919 هاجمت القوات الفرنسية الصحراويين انطلاقا من موريتانيا والجزائر.
1920 : تكوين اللفيف الأجنبي بهدف مساعدة وحماية المصالح الاسبانية فيما وراء البحار.
30 أكتوبر 1920: "بنس" الحاكم الاسباني على وادي الذهب، يتلقى التعليمات من وزير الدولة باحتلال مدينة لكويرة، حيث توجه الضابط ومعه ثلاثة ضباط وخمسون جنديا من القوات الاسبانية لتنفيذ المهمة، وقام بوضع العلم الاسباني فوق المنطقة، وكان بنس وقتها مكلفا بمسؤولية المراكز الاسبانية الثلاثة في المنطقة ( طرفاية، الداخلة، لكويرة ).
3 فبراير 1925: هاجم المقاومون الصحراويون الحامية العسكرية الإسبانية ببوجدور.
07 سبتمبر 1931: وقوع معركة الشظمان قرب أطار بين الصحراويين والفرنسيين.
1931: معركة توجونين. معركة ميجك معارك شرواطة ضد الفرنسيين معركة اغوينيت ومعركة أم التونسي بين المقاومين الصحراويين والقوات الفرنسية، تم خلال الأخيرة قتل ملازم أول اسباني و05 ضباط وعدد من المجندين في صفوف القوات الفرنسية.
22 ديسمبر 1957: مواجهات بين القوات الاسبانية والمقاومة الصحراوية قرب العيون.
17 يونيو 1970: انتفاضة الزملة التاريخية ضد الوجود الاسباني
هذه هي أهم المحطات التاريخية للقضية الصحراوية والأحداث المهمة في مقاومة والتصدي للمحاولات الاستعمارية التي كانت تستهدف المنطقة .
............................
([1]) قضية الساقية الحمراء ووادي الذهب من الاستعمار الاسباني الى الغزو الملكي الموريتاني , ص : 10/11
إعداد : حمه المهدي البهالي
من خلال الآثار والنقوش على الصخور الموجودة في الصحراء الغربية خاصة الآثار الموجودة في الركيز الغني بالآثار من منطقة تيرس تبين أن سكان الصحراء الغربية كانوا أكثر عدد مما هي عليه اليوم وان الحياة في هذه المنطقة تعود إلى ما قبل التاريخ المدون ، فالآثار و المواقع الأثرية التي تخز بها الصحراء الغربية عثر عليها في أماكن متفرقة من البلاد على أدوات صوانية تعود للعصور الحجرية الأولى، وظهرت على السواحل قطع خزفية متنوعة الأحجام وترجع إلى ثمانية ألاف عام قبل الميلاد ، ويحفل موقع " الغشيوات" بالكثير من الآثار الحجرية الحاملة لنقوش ورسوم تمثل أشكالا بشرية وحيوانية يعود اغلبها، إلى العصر البرونزي الوسيط ، وعثر أيضا على نفس تلك الرموز والنقوش في مناطق تيرس ولجواد و اوسرد وكليبات الفوفارة.
ونظرا لأهمية وغنى هذه الآثار، فقد وصل البعض منها إلى المتاحف العالمية الكبرى ، واخذ مكانه اللائق ضمن معروضاتها الهامة ، حيث يقتني متحف علوم خصوصيات الشعوب في " بال " مجموعة نادرة من أثار منطقة الصحراء الغربية مؤلفة من تسع قطع يعرضها في قسم خاص . وبخاصة من منطقة السمارة , ومن نقوشها نتحقق من أوجود حيوانات معينة مثل الضباع والأسد والركدن ( وحيد القرن ) ,وكان احد أهم الاكتشافات الأثرية العالمية قد سجل في الصحراء الغربية عام 1996 ، ويتمثل في اكتشاف هيكل ديناصور من جنس " كاركاوردنتوسورس" عثر عليه البروفيسور " بول سيرينو" من جامعة شيكاغو الأمريكية
وقديما و مع تحول الأمكنة إلى ارض يابسة نتيجة هزات خطيرة من العصر الثالث تحولت الشعوب التي كانت تعيش على الصيد البري والصيد البحري استجابة للحاجات المستجدة و لعوامل اقتصادية معينة ، إلى تغيير مهنها وحرفها أو هذه الشعوب زالت و أخذت مكانها شعوب أخرى امتهنت تربية الحيوانات وتأليفها . وتولد من تلك الحقبة نمطان من الإنتاج في نطاق المجتمع نفسه : البداوة الرعوية و الزراعة المتحضرة .. وهذا التغيير الهام في نمط حياة هذا المجتمع تم استقراؤه بدقة في مؤلف (فرنسوادي شاس) 1977 وكل هذه الآثار والنقوش والمقابر الموجودة في الصحراء الغربية شاهد على قدم الحياة في هذه المنطقة ..
خلال القرنين الثاني والثالث: أحدث الاجتياح الروماني لمناطق شمال إفريقيا تخلخلا في التركيبة الديمغرافية لسكان الصحراء الغربية. حيث قدمت من صحراء ليبيا ومناطق الشمال قبائل صنهاجة وزناتة البربرية واستقرت في الأرض الصحراوية. وفي مطلع القرن الثامن الميلادي وصلت هجرات عربية من شبه الجزيرة العربية إلى أرض الصحراء الغربية حاملة معها رسالة الإسلام. وقد قوبل الدين الجديد بقبول كبير من القبائل المحلية وانتشر بينها.
وكان لدور الداعية الإسلامي الشيخ عبدا لله بن ياسين موجه ومؤسس الدولة المرابطية منذ مطلع القرن الحادي عشر، أهمية كبيرة في تاريخ المنطقة، فبفضل الله ثم جهود هذا الداعية عم المذهب المالكي وانتشر في الصحراء الغربية. كما رسخ المسلمون في بلاد الصحراء أساس نظام اجتماعي متطور وأنعشوا الحياة الاقتصادية هناك، وخاصة تجارة الذهب من مالي التي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم السودان, وتوالت الهجرات العربية إلى الصحراء الغربية خلال الفترة ما بين القرن الثامن والخامس عشر. فوصلت إليها قبائل من بني حسان وبني هلال عن طريق مصر وتغلغلت بواسطة سيطرتها في منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب ومجمل أراضي موريتانيا. وبفضل شدتها تزايد نفوذها واستجابة السكان للدخول في الإسلام , طبعت المنطقة بطابعها العربي الإسلامي المميز.وهي كذلك حتى اليوم .
جذور الاطماع الاستعمارية
ظهور أوائل الإسبان على سواحل الصحراء الغربية، الذين انطلقوا من جزر الكناري للقيام بالنشاطات نفسها التي قام بها البرتغاليون 1444 ـ المغاربة 1583 ـ 1638 احتل الهولنديون إقليم وادي الذهب (Rio de Oro)، وهي التي سيتحكم فيها الإنجليز بشكل مؤقت عام 1665م. الإيطاليون 1869 ـ الإنجليز 1872 ـ البلجيكيون1875 ـ الفرنسيون 1880 ـ الألمان 1883 ـ الاسبان 1884
مع نهاية القرن الرابع عشر، وصلت جماعات من البرتغاليون والأسبان إلى شوا طي الصحراء الغربية يحذوهم الأمل في الهيمنة على الطرق التجارية الصحراوية والسيطرة على منجم الذهب في مالي، وقد واجهتهم القبائل الصحراوية. ثم كان الاتفاق الأسباني ـ البرتغالي المعروف بمعاهدة ( ترويسياس) وفيها حصلت إسبانيا على حق إخضاع المنطقة الصحراوية. الاستعمار الإسباني 1883-1973
وفي القرن الخامس عشر ,وكنتيجة للصراع الذي كان قائما بين الاستعمار الصليبي وبين العالم الإسلامي زاد اهتمام أوروبا بمنطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب " الصحراء الغربية "إثر انطلاق موجة الاستعمار الأوروبي العارمة في اتجاه إفريقيا واسيا وأمريكا بحثا عن الأسواق التجارية , وتأمين الحصول على مصادر المواد الأولية , وهكذا فمنذ هذا القرن اهتم البحارة الأوروبيون وخاصة البرتغاليون والاسبان بسواحل هذا الجزء من إفريقيا واستقر البرتغاليون في عدة مراكز على الساحل , ومارسوا تجارة الرقيق والسمغ.، ولقد أثارت هذه التجارة أطماع هذه الدول الاستعمارية الأخرى مثل هولندا وانجلترا وفرنسا التي سعت كل منها بدورها إلى احتكار هذه المنطقة .وحاولت اسبانيا التي اتسعت رقعة مستعمراتها باحتلال جزر الكناري في القرن الخامس عشر أن تقيم في البداية مراكز البحارة الكناريين على طول السواحل الإفريقية المواجهة لجزر الكناري من اجل تأمين حمايتها.وترجع صلة اسبانيا بهذا الإقليم العربي إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر , إذ تم الاتفاق في مؤتمر برلين سنة 1884 بين الدول الاستعمارية آنذاك على تقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ فيما بينها , فأعطيت انجلترا مصر والسودان ومنطقة الجنوب العربي . وايطاليا ليبيا , وفرنسا منطقة المغرب العربي , واسبانيا الساقية الحمراء ووادي الذهب .
وبناء على ذلك نزلت قوات اسبانية كبيرة في منطقة الداخلة على ساحل المحيط الأطلسي ومنها انطلقت لتحتل بقية الإقليم , ولكنها واجهت مقاومة عنيفة من طرف السكان وقمعتها بشدة وفي عام 1886 عقدت اسبانيا المعاهدة المعروفة باسم معاهدة " اييل " مع رؤساء قبائل المنطقة.([1])وفي هذه الفترة وقعت العديد من الأحداث الدالة على رفض الصحراويين للدخيل المحتل, ففي
26 أكتوبر 1886: اختتام محادثات اللجنة الفرنسة – الاسبانية المكلفة بوضع الحدود الفاصلة بين المستعمرات الفرنسة والاسبانية في باريس.وفي يومي 14و 15 يونيو 1909 مئة وخمسون مقاوماً صحراوياً يخوضون معارك ضارية ضد الفرنسيين في جنوب الصحراء الغربية وكان نصر الصحراويين كبيراً وتم الاحتفال به في منطقة تيرس.وفي يوم 27 تشرين الثاني 1912 اتفاق فرنسي إسباني آخر يحدد حدود الصحراء الغربية.وفي 10 يناير 1913 هاجم المقاومون الصحراويون حامية لبيرات الفرنسية مما أدى إلى مقتل 55 جندي فرنسي وغنم 105 بنادق و20.000 صندوق من الذخيرة و500 جمل كما استشهد 14 مقاوماً.
وفي 28 مارس 1913 احتلال مدينة السمارة من طرف القوات الفرنسية بقيادة الكولونيل موريت وتدميرها بعد حرق مكتبتها التي تحتوي على أكثر من 5000 آلاف كتاب ومخطوط يدوي.
1916-1920: شهدت المنطقة خلق مركزين تجاريين أسبانيين على الشواطئ الصحراوية. 1917: شملت حرب المقاومة كل التراب الصحراوي، ويكفي إلقاء نظرة على الرسالة المشفرة التي بعث بها القائد العام للقوات الفرنسية من سان لويس (السنغال) إلى كل وحداته، والتي جاء فيها: "اعتبروا أنفسكم في حالة الطوارئ القصوى ونفذوا في الحال مخطط الدفاع رقم: 2".وفي سنة 1919 هاجمت القوات الفرنسية الصحراويين انطلاقا من موريتانيا والجزائر.
1920 : تكوين اللفيف الأجنبي بهدف مساعدة وحماية المصالح الاسبانية فيما وراء البحار.
30 أكتوبر 1920: "بنس" الحاكم الاسباني على وادي الذهب، يتلقى التعليمات من وزير الدولة باحتلال مدينة لكويرة، حيث توجه الضابط ومعه ثلاثة ضباط وخمسون جنديا من القوات الاسبانية لتنفيذ المهمة، وقام بوضع العلم الاسباني فوق المنطقة، وكان بنس وقتها مكلفا بمسؤولية المراكز الاسبانية الثلاثة في المنطقة ( طرفاية، الداخلة، لكويرة ).
3 فبراير 1925: هاجم المقاومون الصحراويون الحامية العسكرية الإسبانية ببوجدور.
07 سبتمبر 1931: وقوع معركة الشظمان قرب أطار بين الصحراويين والفرنسيين.
1931: معركة توجونين. معركة ميجك معارك شرواطة ضد الفرنسيين معركة اغوينيت ومعركة أم التونسي بين المقاومين الصحراويين والقوات الفرنسية، تم خلال الأخيرة قتل ملازم أول اسباني و05 ضباط وعدد من المجندين في صفوف القوات الفرنسية.
22 ديسمبر 1957: مواجهات بين القوات الاسبانية والمقاومة الصحراوية قرب العيون.
17 يونيو 1970: انتفاضة الزملة التاريخية ضد الوجود الاسباني
هذه هي أهم المحطات التاريخية للقضية الصحراوية والأحداث المهمة في مقاومة والتصدي للمحاولات الاستعمارية التي كانت تستهدف المنطقة .
............................
([1]) قضية الساقية الحمراء ووادي الذهب من الاستعمار الاسباني الى الغزو الملكي الموريتاني , ص : 10/11