منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر للحوار الهادف والبناء وتبادل للمعارف والافكار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر للحوار الهادف والبناء وتبادل للمعارف والافكار

منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر كل الصحراويين الاشراف االعام: حمه المهدي البهالي


    خلف الجدار (قصة قصيرة) بقلم: أخت الليل

    hamma
    hamma
    Admin


    المساهمات : 169
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009

    خلف الجدار (قصة قصيرة) بقلم: أخت الليل Empty خلف الجدار (قصة قصيرة) بقلم: أخت الليل

    مُساهمة  hamma الجمعة نوفمبر 06, 2009 12:44 pm

    خلف الجدار (قصة قصيرة) بقلم: أخت الليل
    تحركي ....
    جاء صوت السجان غليظا وقاسي وهو يدفعها على السلم، بدأت تهبط بخطوات مترددة، فقد كانت يديها مقيدتان، بأغلال خاصة، تضيق كل ما حاول السجين تحريك يديه للتخلص منها، استمرا في الهبوط، الى أن وصلا إلى دهليز سارا فيه خطوات ثم سمعته يفتح باب، نزع عنها العصابة ودفعها بقوة حتى اصطدمت بالجدار المقابل، وسقطت على أرض الزنزانة، سمعت صوت باب الزنزانة يقلق بعنف، وقرقعة المفتاح في القفل ثم صوت خطوات السجان تبتعد .

    ساد الصمت الرهيب، رغم نزع العصابة لم تر شيئا، الظلام يسود، حبست أنفاسها وكأنها دفنت في قبر، لاشى يشعرها بالحياة سوى الألم الذي يبدأ من الأغلال المشدودة على أيديها، وينتهي في كل أعضاء جسمها، ضربوها ضربا مبرحا أثناء الاستجواب بسياط من حديد، وحبال بلاستكية بقيت أثارها على جسدها .

    بدت أرضية الزنزانة باردة وصلبة تحركت محاولة أن تستند على الجدار قالت في نفسها:
    هذا المكان ليس غريبا عليها، لقد أمضت فيه أعواما من قبل، لنفس السبب إنه الغيهب المكان العميق المظلم الذي أعده الجلادين لأمثالي من الباحثين عن الحرية .

    لقد تعلمت من سنوات السجن الماضية أنه يمكن سجن البدن أما الروح فلا، ابتسمت في أعماقها ساخرة، الجلاد القاسي يعتبر أنه سجنني، إن روحي كقبس من نور يخرج من جسدي المتألم المتعب، ويخترق الجدران، ويسافر بعيدا إلى كل اللذين أحبهم ويعانقهم ويعدهم بالصمود حتى النهاية ..... حتى التحرير .

    إن روحي تنطلق شعاعا إلى مخيمات العزة والكرامة تنظر في وجوه النساء والأطفال والشيوخ والشباب والمقاتلين فلا ترى فيها سوى تباشير النصر .

    سرت القشعريرة في جسمها بسبب البرد، وبدأت تعطس ..... الرطوبة والعفنة تنتشر في المكان،
    تذكرت نصيحة معلمتها عندما كانت تلميذة في مدارس العيون المحتلة فقد قالت لها :
    تبدين متمردة يا فتاة وأمثالك قد يتعرضون للتعذيب الشديد وحين يحدث ذلك فكرى في اللذين تحبينهم فقط،
    هذه النصيحة رافقتها سنوات السجن الماضية تتذكرها كلما اقفل عليها باب زنزانة .

    واليوم من ظلمة هذا المكان يشرق وجه أمها وإخوتها وكل أهلها في العيون، كشمس تنير كلما حولها، ستتحول وحشة هذا المكان إلى أنس وظلامه إلى نور، في الواقع لقد شعرت دائما أنها سجينة حتى وهي طليقة في شوارع المدن الصحراوية الطانطان الداخلة ........... من كل زاوية يطل وجه دركي أو شرطي أجواء الاحتلال تخنقها، السيارات المصفحة المارة، الروايات عن رجال الأمن اللذين يحصون أنفاس الناس وجوه المختفين مجهولي المصير وضحايا المداهمات، حكايات مؤلمة عن الاحتلال في كل بيت، وشارع وساحة لم تشعر بالحرية في أي يوم، لهذا لازالت تبحث عن الحرية منذ الأزل.

    انتبهت على صوت الباب يفتح، دخل السجان واشتعل ضوء ساطع في سقف الزنزانة، أغمضت عينها اللتين الفتا الظلام .
    وضع صينية بها كوب ماء وقطع بسكويت على أرض الزنزانة ثم تقدم نحوها قائلا بخشونة:
    - لديك عشرة دقائق للراحة وتناول الطعام دعني أفك قيودك لتذهبي إلى الحمام .

    عادت إلى الزنزانة وهي تحرك يديها اللتين تحولتا إلى قطع من خشب، أخذت كاس الماء وشربت ببطء وبعد دقائق عاد السجان يحمل بطانيتين خشنتين رماهما قربها ثم حمل الصينية ومضى .

    ساد الصمت والهدوء، الظلام وأفرشت البطانية على الأرض وتمددت، والبرد شديد والرطوبة قاسية، لا تعرف إلى أين تتوجه لتصلي، صلت في سرها .

    أغمضت عينيها ثم تساءلت ترى ماذا حل برفاقي؟ ولماذا وضعت في السجن الانفرادي؟ استسلمت لنوم مضطرب بعد أن أنهكها التعب استيقظت على صوت الباب يفتح وصوت السجان القاسي:

    اليوم ستحاكمين يا مجرمة قفي كي أقيد يديك واعصب عينيك
    ما من مجرمين سواكم ...... ردت عليه بسرعة، صفعها بقوة قائلا :
    أصمتي .... يبدو أنك تحتاجين إلى كمامة أيضا .
    دفعها خارج الزنزانة ثم خارج البناية، أحست بنسمات الهواء العليلة تداعب وجهها وأنفها، وجاء صوته القاسي بأمرها :
    اصعدي، دفعها داخل شاحنة إلى جانب نسوة أخريات، انطلقت الشاحنة، سمعت كلماتهن التي أنقطت بمجرد أن صرخ الشرطي المرافق :
    - اصمتن ...، انطلقت الشاحنة عبر شوارع المدينة إلى أن وصلت إلى المحكمة نزعت عنها العصابة ودخلت رأت وجه القاضي والشرطة والمحامي الذي خصص لها .

    بدأت الجلسة، نطق المدعي بالتهم الملفقة واحدة تلوا الآخر كما كانت محاكمتها منذ سنوات كل شيء صوري ومزيف .
    سمعت مطرقة القاضي وهي تهوى على الطاولة عند ذكر الحكم، نهضت دون إذن وصرخت بوجوهمم :
    - أنا من يجب أن يحاكمكم، ما من تهمة ثابتة علي إلا البحث عن الاستقلال والحرية .

    أمرها القاضي بالصمت، ثم تكلم المحامي بصوت واه وضعيف يطالب بتخفيض الحكم الصادر ويذكر بحق المتهمة بالاستئناف .

    صرخت مجددا بالشعارات الوطنية ورفعت يدها بعلامة النصر
    توجه إليها أفراد الشرطة وحملوها إلى الشاحنة وفي طريقها إلى السجن سخرت منهم قائلة :

    لا يمكن سجنى خلف جدار ، أنا أقوى منكم لأني علم يرفرف في ربوع الوطن بيد كل طفل وامرأة ورجل

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 12:25 am