mouissa الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 1:42 amأكديم اإزيك
لقد انكشف كل شئ وأمام العالم، هذه المنطقة التي سيجت وطوقت بالكامل، خرج أهلها بوعي في إطار لوحة غنية عن كل التعاليق والتعابير، لوحة ناطقة أثارت إنتباه العالم بأسره للحقيقة بالمناطق المحتلة، حقيقة تمسك الصحراويين بكافة حقوقهم وعلى رأسها الحق في تقرير المصير والاستقلال، حقيقة رفضهم للاحتلال وسياساته، وأماطت اللثام عن الواقع المأساوي الذي يعيشه الصحراويون بهذا الجغرافية المعتم عليها بكل الأسلاك، كما أنها عصفت بكل الادعاءات والأكاذيب والمغالطات المغربية وأفرغت خطاب الاحتلال من كافة مضامينه
للمرة الثانية يطفو الحديث على المستويين الوطني والدولي عن منطقة " أكديم إزيك " شرق
العيون المحتلة في اتجاه مدينة السمارة المحتلة، كانت المرة الأولى منتصف يناير 2006 حين وارى الثرى هناك جثمان شهيد الانتفاضة " حمدي لمباركي " الذي سقط بتاريخ 30 أكتوبر 2005، تحت هراوات شرطة الاحتلال، وهاهو الحديث عن نفس المكان يعود مجددا بعد خمس سنوات، وفي أكتوبر كذلك، هذه المرة أكثر إشعاعا وأكثر حضورا في رزنامة مختلف وسائل الإعلام الدولية والمنابر العالمية والمنظمات الوازنة، خاصة بعد أن سقط في ساحة أكديم إزيك شهيدا آخر هو " الناجم الكارحي " هذه المرة برصاص عسكر نفس الاحتلال.
ومرد الحديث هذه المرة عن أكديم إزيك هو شكل جديد غير مسبوق تفتقت عنه عبقرية الإنسان الصحراوي الذي لا يمل ولا يكل من ابتكار الأساليب والوسائل الكفيلة بتحقيق أهدافه، وعلى رأسها الاستقلال التام على كافة تراب الساقية والوادي، كان هذا الشكل عبارة عن نزوح جماعي لآلاف من الصحراويين خارج مدينة العيون المحتلة، حيث اختاروا عن قصد ووعي وإصرار منطقة أكديم إزيك، لما لها من رمزية تفوح منها الرائحة الزكية للشهيد الأول للانتفاضة، لتكون مكانا لشكلهم الاحتجاجي الراقي، وجغرافية تطبيقية لأسلوب مدهش من أساليب المقاومة المدنية، ورقعة لسقوط شهيد آخر.
وفي لمح البصر، تشكلت لوحة فريدة ونادرة تنطق بدون تعليق، آلاف الخيم منصوبة بإتقان، تسلسل، ترتيب، تنظيم واصطفاف قل نظيره، وتشكل لوحدها جوابا على كل سؤال، تفنيدا لكل إدعاء وتأكيدا لكل تشكيك، و تبرق لبقية الصحراويين، للشعب المغربي، لدولة الاحتلال والعالم بأسره رسائل واضحة وكثيرة....
