منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر للحوار الهادف والبناء وتبادل للمعارف والافكار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر للحوار الهادف والبناء وتبادل للمعارف والافكار

منتديات الرسالة بالصحراء الغربية منبر كل الصحراويين الاشراف االعام: حمه المهدي البهالي


    رمضان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية

    hamma
    hamma
    Admin


    المساهمات : 169
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009

    رمضان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية Empty رمضان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية

    مُساهمة  hamma الثلاثاء أغسطس 18, 2009 8:20 pm

    رمضان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية

    من بين جميع شهور السنة يتميز شهر رمضان بطقوس دينية وعادات اجتماعية متوارثة ضاربة في القدم ولا تزال راسخة, رغم الاحتلال الذي شل مختلف مجالات الحياة اليومية وحرم السكان من التمتع بحريتهم ، بالاضافة الى محاولة الاحتلال القضاء على ثقافة وخصوصيات المجتمع الصحراوي .


    ففي هذا الشهر المبارك تقبل الناس على المساجد لأداء الصلوات وتلاوة القرآن, ويتميز الشهر بالاكثار من صلة الرحم والتزاور بين العائلات والجيران , تتسم اللقاءات العائلية الصحراوية خلال هذا الشهر المبارك بعقد جلسات حميمية بعد صلاة التراويح تمتد إلى وقت متأخر من الليل يتم خلالها إعداد الشاي على الطريقة الصحراوية الأصيلة.

    ويقسم سكان الصحراء الغربية شهر رمضان إلى ثلاث مراحل, يسمون الأولى منها ب"عشراية الخيل" بسبب انقضاء ايامه بسرعة حيث تكون للإنسان قدرة على تحمل الصيام, وتسمى الثانية ب "عشراية الإبل", وهي مرحلة تتطلب صبرا إضافيا, وتسمى الثالثة ب"عشراية الحمير" للدلالة على مرور الوقت ببطء والإحساس بالتعب وتظهر مائدة الإفطار خلال شهر رمضان التحول الذي طرأ على النظام الغذائي بالصحراء الغربية, بسبب الاحتلال وكذلك الانتقال من حياة البداوة والترحال إلى حياة التمدن, وكذا التغير الذي لا يكاد يستثن أي مجال من مجالات الحياة اليومية لأبناء الشعب الصحراوي القابع خلف أصوار الاحتلال.

    ولا تكاد تخلو أي مائدة إفطار اليوم من شربة "الحريرة" بنوعيها البيضاء

    المعدة من "الدشيشة" والصفراء, والتمر

    والحليب والسمك والحلويات وألوان مختلفة من العصائر والفطائر والمشروبات, في وقت كان الحساء الأحمر المعد أساسا من دقيق الشعير سيد المائدة, فضلا عن اللبن والتمر ومشروب الشاي ونادرا ما يتناول أغلب أبناء الصحراء الغربية وجبة العشاء، مكتفين بإعداد الشاي مرة أخرى طيلة ساعات, عكس وجبة السحور التي يتناولون فيها الكسكس والحليب او اللبن واللحوم المطبوخة في الماء, أو المشوية على النار, أو أكلة الأرز باللحم المعروف محليا بـ"مارو" ويجمع عدد من الباحثين والمهتمين بالتراث الحساني على أن أبناء الصحراء الغربية كانوا في الماضي يتناولون وجبات وأطعمة بسيطة تعبر عن عيشهم الطبيعي, وتستجيب لمناخهم وتجسد جوانب من ثقافتهم وعاداتهم الغذائية التقليدية, أما اليوم, فقد اختفت بعض هذه العادات والتقاليد ولم تعد للأكلات الشعبية المعروفة باسم "بلغمان" و"الزميت" و"العيش" و"تيشطار", أي اللحم المجفف, مكانا ضمن المائدة الصحراوية, وتم تعويضها بالأسماك بمختلف أنواعها واللحوم الحمراء والبيضاء والخضروات والفواكه ويلعب الاحتلال الدور الاساسي في القضاء على عادات وتقاليد المحتمع الصحراوي ومسخ ثقافته ورغم ذلك, فإن أجواء رمضان الروحية والاجتماعية ظلت في كثير من تجلياتها راسخة في وجدان المجتمع الصحراوي كطقوس وممارسات شعبية تعكس في جوانب منها المستوى الاجتماعي للأسر واصالة هذا الشعب وقوة تمسكه بماضيه

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:14 pm